السبت، 16 أغسطس 2014

أهي حرب في جزر الواق واق؟

نشر د. نادر بكار نائب رئيس حزب النور أو مساعده أو المتحدث الرسمي باسمه، في جريدة الشروق مقالاً بعنوان (قبل التهدئة المنتظرة) في ثلاثة أعداد من جريدة الشروق أولها بتاريخ الثلاثاء 5 أغسطس 2014 ، وقد وجدت أن من يقرأ هذا التحليل السياسي بحلقاته الثلاث، لا يجد فيه حساً إسلامياً، كأن السياسة عنده ليست من الإسلام، أو كأن الحزب وهو لا يعتدّان بها، فكل كاتب في السياسة ينطلق دائماً من خلفية له أو من مبدأ ما. وهذا الحس أو الروح الإسلامية يدركها القارئ حين يقرأ أي مقال سياسي لكاتب إسلامي بارز. فهل وجدت أيها القارئ أية إشارة تشعرك بأن بتعاطف الكاتب مع حماس (حركة المقاومة الإسلامية)؟ أنا أحسست أن المقال تحليل سياسي لصحفي يتحدث عن حرب جرت بين طرفين: قوي وضعيف!! ولعله ينحاز إلى أحدهما!!
فانظر إلى الأرقام التي أوردها في تحليله، فهي كلها أرقام تبنتها إسرائيل (عدد القتلى الصهاينة 70، ونسبة تصدي القبة الحديدية لصواريخ "حماس" 30%) مع أن بعض الإسرائيليين ذكر أنها لا تتعدى صاروخاً من كل ستة صواريخ!!
وهو لم يشر ولو مرة واحدة إلى أن حماس هي "حركة المقاومة الإسلامية"، ليلمّح إلى أن بينها وبين حزبه رابطة الانتساب إلى الإسلام، أو للموضوعية التي جعلته يسمي الحزب الشيعي اللبناني الذي يحارب أهلنا أهل السنة في سورية بـ"حزب الله"!!
ومع ذلك أفلا يستحق هؤلاء الضعفاء (الروم!) من أهل فلسطين في غزة أن يتعاطف معهم هذا الكاتب المسلم السلفي (السياسي حديثاً)؟! وكأنه لم يقرأ "ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله..." بعد حزنهم على هزيمتهم على أيدي الفرس؟
حتى حين يذكر صواريخ حماس يذكرها في مجال " تصدي القبة الحديدية لصواريخ حماس"، ويكثر من الحط من شأن هذه الصواريخ "غزارة نيران حماس حتى ولو لم تكن مؤثرة"، و"أصبح باستطاعتها(حماس)، ولو نظرياً، أن تطال صواريخها كل الداخل الإسرائيلي"، و"لكن المثير (لمن؟) أن حماس استطاعت..."، و "رغم ضآلة ما حققته (حماس) على الأرض". وأغرب من ذلك أنه يهوّن من شأن "ما حققته صواريخها من تدمير في الداخل الإسرائيلي" فيجعله دون ما حققته صواريخ حزب الله (لاحظوا حزب الله !!) في العام 2006". هنيئاً لك بهذا الحزب فهو جدير بثنائك عليه في هذه الأيام! وأنت لمدحه أهل! أربأ بمن يدّعي السلفية الإسلامية (السياسية حديثاً) أن يبخل على حماس بصفة ( المقاومة الإسلامية)، وأن تدفعه موضوعيته وتجرُّدُه إلى وصف الحزب الطائفي الشيعي الذي يذبح أهل السنة في سورية، بأنه "حزب الله"، فلمَ لمْ تدفعه موضوعيته إلى وصف حماس باسمها الرسمي الكامل (حركة المقاومة الإسلامية ) ولو مرة واحدة؟
وإذا أراد أن يتحدث عن جوانب إيجابية وجيدة يأبى قلمه أن يسندها إلى حماس التي يبرزها في الجوانب السلبية، فيقول: " عمليات المقاومة تميزت بالتنوع والابتكار بشكل مثير ومنها عمليات الإنزال بنجاح كبير". أوَليست حماس الحركة الإسلامية وحدها هي التي تميزت بهذه المميزات؟ في حين أن الصواريخ لم تنفرد بها حماس، بل شاركها في إطلاقها سرايا القدس وكتائب الأقصى وكتائب صلاح الدين حتى كتائب أبو علي مصطفى.
وفي خضم التعاطف الشعبي العالمي مع القضية الفلسطينية، تحدث الدكتور عن "التظاهرات التي اجتاحت عدداً من عواصم العالم الغربي". وهذا يعني أنه معجب أو مسرور بهذه التظاهرات البعيدة التي تعبر عن تعاطف هؤلاء المتظاهرين مع أهل فلسطين وتألمهم لما أصابهم وغضبهم لغضبهم، ولكنني أسأل القيادي في حزب كان له ربع أعضاء البرلمان في عهد رئيس مصر الشرعي الدكتور محمد مرسي، الذي شارك هذا الحزب بالتآمر عليه والخروج المسلح (بمفهومه الإسلامي)عليه... أسأله: أما كان يليق بهذا الحزب، عالمياً أو إنسانياً (لا جواراً ولا عروبة ولا إسلامياً) أن يتظاهر، معبراً عما يعبّر عنه الأوروبيون، وهو في بلد يجيز التظاهر ولا يعدّه حراماً شرعاً؟ أم أنه مرتبط في هذا الموقف عقدياً بفتاوى من يجعل التظاهر تأييداً لغزة غوغائية وتخريباً لا تليق بالمسلمين الرزينين العقلاء الذين يفهمون الإسلام الفهم الصحيح؟؟!!
ويظهر أخيراً موقف الدكتور نادر وانحيازه إلى ولي أمر المسلمين!!! الحاكم بأمره في مصر المستحق للطاعة ولاعتباره حاكماً مسلماً، كما يرى بعض متحدثي الحزب في التلفزيونات،... فيجعل حماس "ترفع مطالبها... وتحاول فرض لاعبين جديدين على القضية، قطر وتركيا، وتبذل وسعها لتحييد الوسيط المصري". ألم تعرف يا أيها الكاتب إلى أي مدى وصل كيد السيسي وزمرته لحماس ولأهل غزة من حصار قبل الحرب وفي أثنائها هو أسوأ وأقسى من حصار إسرائيل، وإلى حدّ أن يوصل رجل مخابراته بشخصه التهديد الإسرائيلي إلى حماس، وأن يمنع الأطباء الفلسطينيين وغيرهم من اجتياز معبر رفح لمعالجة الجرحى ويسمح للوفد الطبي (الأمني) الإماراتي بالدخول؟... فكيف تبقى ثقة حماس وأهل غزة بهؤلاء قائمة.
فيا أيها المحلل السياسي ، أأنت تحلل أحداثاً جرت بين جزر الفوكلاند وجزر كناري مثلاً، أم أنت تتحدث عن حرب بين العدو الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين المباركة وبين أهلها المسلمين المرابطين فيها إلى يوم الدين؟؟!

الجمعة، 8 أغسطس 2014

أوقد وضعت السلاح؟


انفجر آخر صاروخ أطلقته كتائب القسام قبيل الثامنة من صباح الثلاثاء 5/8/2014م، وبدأت آليات الجيش الصهيوني بالانسحاب، مع بداية الهدوء الذي خيم على قطاع غزة، وبالانكفاء إلى ما وراء حدود القطاع، من آخر جيبين له في شمال القطاع وجنوبه. ويبدأ الجنود الصهاينة بتقيّؤ الرعب الذي عشّش في قلوبهم طيلة الأيام التي كانت فيها عيونهم وآذانهم تترصّد ما أمامهم وما وراءهم عاجزين عن رصد ما تحت الأرض التي تزلزلهم.
ويبدأ القادة الإسرائيليون السياسيون والعسكريون تراشق الاتهامات بالتقصير وبتحميل المسؤولية عن هذا العجز الذي أقعد الجيش الصهيوني عن تحقيق أي فوز مما كان يعهده في معاركه مع جيوش العرب حين لم تكن فيها مواجهات بين طرفين بل مطاردات للمتقهقرين وفي أيام معدودات.
ويبدأ نتنياهو بالذب عن نفسه بادعاء أن الجيش بذل أقصى ما يستطيع في هذه الحرب... ولكن لم يكن هناك ضمانة بنسبة 100%للنجاح!!! ويكتفي بادعاء تحقيق هدف تدمير 34 نفقاً، زعماً، هذا الهدف الذي جدّ على ساحة القتال ولم يكن وارداً في خطة المعركة!!
وكذلك بدأت علامات الوجوم واليأس والذهول والغصّ بالريق تظهر على الأصوات والكلمات في بعض التلفزيونات والصحف عربية اللسان عبرية الأماني صهيونية الهوى، والتي بُحّت وهي تمجد وتبارك خطوات وبطولات الصهاينة التي كانوا يتمنون ويتوقعون لها أن تقضي على حماس والمقاومة في غزة وتخلصهم من إرهابها!!
وفي المقابل آن لأبطال المقاومة في غزة من كتائب القسام وسرايا القدس ومن شاركهم هذا الشرف، آن لهم أن يمسحوا العرق والغبار عن جباههم ، وأن يحمدوا الله على إنزاله السكينة على قلوبهم وإمداده لهم بالثبات والإثخان في العدو وقهره.
وآن لأهل القطاع جميعاً أن يمسحوا الدماء عن جراحهم وأن يعبروا عن حزنهم على من فقدوهم وما فقدوه، ممزوجاً بالفرح بهذا النصر الذي دفعوا ثمنه دماءهم وأملاكهم، وقد ربح بيعهم مع الله فأخذوا الأجرين: أجراً في الدنيا يحبونه، وهو هذا النصر والفتح القريب، وأجر الآخرة بإذن الله.
كما آن لجماهير الأمة الإسلامية التي أعربت عن موالاتها لجند الإيمان وانضمامها لفسطاط الإسلام، آن لهذه الجماهير أن تسجد شكراً لله وأن تكبره، وأن تفرح بنصر الله لمن يقاتل في سبيله.
ومع ذلك أقول للمقاومين من أبطال حماس والجهاد والفصائل المشاركة والموالية لأهل الحق، والذين تحملوا الأذى وصبروا: لا تضعوا أسلحتكم، لا تضعوا أسلحتكم فإن وراء عدوكم هذا أعداءً من المنافقين لا تعلمونهم ولكن الله يعلمهم، وهو لهم بالمرصاد، وهم كل من كان موالياً للصهاينة بقلبه وأمانيه، وبلسانه وماله، وما أكثرهم وما أخزاهم!