الجمعة، 30 نوفمبر 2012

الجبهة الشعبية الديمقراطية في حرب الأيام الثمانية في غزة

الجبهة الشعبية الديمقراطية في حرب الأيام الثمانية في غزة
بقلم : صدقي البيك

 
شاركت كتائب المقاومة الوطنية التابعة للجبهة الديمقراطية في معركة غزة 14-21/11/2012، وأدت واجبها بصفتها فصيلاًَ له وجوده السياسي على مستوى المنظمة والسلطة، وكان لها حضو
ر قتالي في عقود سابقة، وتمثيل في المجلس التشريعي المنتخب عام 2006 بنصف نائب ( لقائمتهم مع ثلاث قوى أخرى نائبان)، ولا أذكر أو أتذكر أي دور لكتائبها في حرب الاثنين وعشرين يوماً 2008- 2009)، فلعلها صحت أخيراً إلى أن يكون لها شيء من السمعة بالوجود، فأدلت بدلوها!
وكنت أتابع موقعها وموقع كتائبها إلى جانب مواقع الكتائب الأخرى لقراءة البيانات مفصلة عن أحداث الحرب، واستغربت قلة متابعة موقعَيها للأحداث في أثناء الحرب، فلا أخبار عنها ولا عن عمل غيرها، إلا خبراً عما أصاب عائلة الدلو، وخبراً نشر يوم الأحد خامس أيام الحرب عن دورها في الرد بإطلاق الصواريخ في يومي الجمعة والأحد، وكانت الحصيلة في اليومين 12 صاروخاً.
ومع المتابعة، وبعد ثلاثة أيام من انتهاء الحرب طلعوا علينا بخبر مجمل ومفصل (عمليات كتائب المقاومة الوطنية على مدار 8 أيام من المواجهة): ... قامت الكتائب (بإطلاق 150 صاروخاً و100 قذيفة هاون وتفجير عبوتين ...). هذا هو المجمل الذي قد يكتفي به القارئ مطمئناً ومرتاحاً لهذا الدور .. وليوثقوا كلامهم فصّلوا هذه المشاركة يوماً فيوماً برشقات الصواريخ وتحديد عددها والجهة المقصوفة، وقليل من القراء من يقرأ التفاصيل ، وأقل منهم من يتفحصها، وأنا منهم، فعجبت كيف لا يذكرون هذه التفصيلات اليومية في أثناء أيام الحرب؟! فلعلهم كانوا مشغولين بتجهيز الصواريخ وإطلاقها!
ومع التسليم بصدق هذه التفصيلات أياماً وأعداداً وجهات، فقد هالني التناقض العجيب بين خبرهم السابق اليتيم المنشور يوم الأحد 18/11 عن حصيلة يومي الجمعة والأحد وبين المنشور يوم السبت 24/11 :
1- فقد كان مجموع الصواريخ في اليومين 12صاروخاً: اثنان يوم الجمعة وعشرة بعد ظهر يوم الأحد، في حين أن البيان الأخير 24/11 يذكر أنهم أطلقوا 16 صاروخاً يوم الجمعة، و14 يوم الأحد!!! فما هذا التباين؟! يبدو أن هذه الكثرة من الصواريخ والتأخر في النشر جعلتهم (يخربطون) في العد!!
2- وأدهى من ذلك أنهم نسوا في الخبر الأول أن يذكروا عدد ما أطلقوه يوم السبت، ثم فطنوا إلى هذا السهو الذي أوقعهم فيه الشيطان، فاستدركوا ذلك في الخبر الثاني وذكروا 12 صاروخاً وما أدري ما الذي يبدو لنا من ذلك!
3- ومن عدم الأمانة في الخبر الثاني أنهم لم يشيروا فيه إلى اشتراكهم مع كتائب أخرى في إطلاق عشرة صواريخ في عدة رشقات يومي الجمعة والأحد حسب الخبر الأول، وهذه الكتائب هي ستّ: كتائب أبو الريش والأقصى، و(نبيل مسعود) وأبو علي مصطفى، وسرايا القدس، ومجموعات أيمن جودة. فلِمَ يبخسون الناس أعمالهم؟! هذا إن كانت هناك أعمال.
4- وأغرب من ذلك وأعجب أن مواقع القصف في يوم الأحد في الخبرين اختلفت!! فهي في الأول خمسة: سديروت ونتيف عتسرا وزكيم والنقب الغربي وبئيري، وفي الثاني سبعة: عسقلان، وبئر السبع وأسدود ( هاتان أبعد وأوقع في النفس) وصوفا ومجمع إشكول، والنقب الغربي وبئيري، واتفق الخبران بهاتين الجهتين ولكن اختلفا بعدد الصواريخ!! فما هذه الدقة والصحة في المعلومات؟ ولكنني أقول: لعلهم لم يذكروا المشتركين معهم ورشقاتهم في الخبر الثاني لأنهم تنازلوا لهم وسامحوهم بادعاء وتبني هذه الرشقات واكتفوا بما انفردوا به، مع العلم أنهم ذكروا في الخبر الأول أنهم انفردوا برشقتين: على نتيف عتسرا والنقب الغربي. ونتيف عتسرا لم تذكر في الخبر الثاني. ويبدو أن الذي كتب الخبر الثاني لم يطلع على الأول ولم يقرأه.
5- وقد وجدت شيئاً عجباً، فهم من الحرص والدقة والتوثيق في التفاصيل في الخبر الأول كانوا يذكرون الساعة والدقيقة لإطلاق الرشقات التي بدأت الساعة 12:50 و.. إلى 5:00 مساء. ولم يطلق أي صاروخ ليلاً، في حين أنهم أطلقوا اثني عشر صاروخاً يوم الأربعاء 14/11 الأول من أيام الحرب، وكلها كانت مساء لأن القائد أحمد الجعبري قد اغتيل قبيل المغرب، وفي حين أن حماس لم تبدأ بإطلاق صواريخها إلا الساعة الثامنة مساء الأربعاء.
وهل هناك زيادة على ما سبق؟ ماذا أفعل؟ لا بد من الملاحقة إلى المجمل بعد التفاصيل، وإذا صبر القارئ وجمع مفردات كل يوم من عدد الصواريخ ثم جمع محصلات الأيام الثمانية: 12+23+16+12+14+17+10+21=125 صاروخاً، في حين أن المجمل الذي ذكره الخبر الثاني هو 150 صاروخاً (50 جراد و100 صاروخ 107 )، كما ذكر المجمل: و100قذيفة هاون، وفي التفصيل ذكر 4 قذائف يوم الاثنين و4 يوم الأربعاء الأخير. وذكر المجمل: عبوتين والتفصيل ذكر عبوة واحدة يوم الاثنين.
فما هذه الإحصاءات والدقة والأمانة؟ وما هذا الدور؟ أم هي عملية ملء فراغات وحياكة أخبار؟!!
أم يقولون: يجوز الكذب في الحرب؟ ولكن الكذب الجائز هو على العدو لا الكذب على الأصدقاء