الثلاثاء، 11 أبريل 2006

كفكفة لدموع الرجال

كفكفة لـ«دموع الرجال»
دراسة لديوان الشاعر فيصل الحجي
صدقي البيك - الرياض

يغلب على مفاهيمنا وثقافتنا، في حاضرنا وماضيا أن البكاء وذرف الدموع من صفات النساء الغالبة واللاحقة بهن «ابك مثل النساء.. تبكي خناس، فلتبكين لك النساء.. وما بكت النساء على قتيل..» وما أكثر الباكيات. وأما الرجال فإنهم «ولا يبكي على نفسه حر، ولكن دمعي في الحوادث غال...». نعم هذا صحيح، ولكن المواقف الإنسانية العاطفية، من فقْد ولد أو والدة أو عظيم أو وطن تطؤه أقدام الغزاة.. تفطر القلوب المرهفة وتعتصر الدموع من العيون، فيسكبها الشعراء عبرات على ألسنتهم. وشاعرنا الأ ستاذ فيصل الحجي من هؤلاء، الذين يتجلدون في مواقف الرجولة، ولا ينحنون للعواصف ولا تلين لهم قناة في مواجهة الشدائد؛ ولكنهم ترق نفوسهم وترهف أحاسيسهم فيذرفون الدموع الغالية عند فقد من يحبون وما يحبون.
ومن هنا جاء ديوانه «دموع الرجال» الذي يضم خمساً وثلاثين قصيدة بكى فيها ذويه وإخوانه ورفاق دربه وزملاءه، كما رثى المفاهيم والقيم التي اندثرت في هذا الزمان، وأجزاء من وطنه صوحت أشجارها وجفت أنهارها بفعل الإنسان المتحضر!
وإذا كانت هذه الدموع الغالية تذرف في مواقف الحزن والأسى فإن شاعرنا يذرفها أيضاً في مواطن الفرح الشديد الممزوج بغربة عن الوطن أو ببعد عن سائر الأهل!
وهكذا كثرت مواقفه المفجرة لدموعه الغزيرة، وكثرت قصائده في ديوانه هذا مع كثرة الأحداث التي تهز كيان الإنسان وطالت مع عمق التجربة الشعورية التي يعيشها.
وقد حرص الشاعر على أن يقدم لكل قصيدة من ديوانه بمقدمة نثرية، تضع السامع والقارئ في الجو المحرك للمشاعر قبل أن تبدأ القصيدة، وهو بذلك يحدد المناسبة، وكل شعره في هذا الديوان مرتبط بمناسبة إنسانية، وقد تطول المقدمة بعرض تفصيلات يمكن الاستغناء عنها.
ولكون شاعرنا يقر لذوي الفضل، وللعلماء الذين غرسوا فيه العلم الديني والأدب والسلوك والشعر، بفضلهم فإنه بدأ ديوانه برثاء هؤلاء، فكانت قصائده الأولى في الديوان «عالِم فقدناه، ورثاء عالم، ورثاء شاعر، وفريق (هو الأديب يحيى المعلمي)، وصديق...» كما أنه ألحق بهذه القصائد رثاءه لمن زامله في التدريس الذي أمضى فيه نحو نصف قرن من عمره، فرثى المدير، والمدرس، والمرشد الطلابي، بل رثى من اخترمه الموت من تلاميذه النجباء. (رثاء طالب، ورثاء تلميذ). ومن حق هذه القصائد الرثائية الأخيرة أن يضمها ديوانه عن معاناة المعلم وما يلاقيه ويقاسيه في هذه المهنة الجليلة والمهمة السامية التي لا تدانيها وظيفة.
وكان الشاعر حريصاً في رثائه لهؤلاء الأعلام المؤثرين في حياته، على أن يبرز أن مما يحز في نفسه عدم تمكنه من حضور مآتمهم وتشييع جنائزهم وتوديعهم، فيطلب ممن يزور ديار الأهل التي قضى فيها الشيخ سليم الرفاعي أن يقوموا عنه بهذه المهمات:
فأقرئوه تحيات معطرة
ممن تجرع صاباً في تنائيه
ما لي نصيب بأن ألقاه في عمري
هذا.. فهل أنا بالأخرى ملاقيه؟
ويعزي نفسه عن كل ذلك بأن:
يرضى الحزين بآمال اللقاء ولو
بعد الممات.. ففيها ما يواسيه
كما أنه يبرز فيهم الصفات الإسلامية التي كانت تشده إليهم وتربطه بهم، فهو يقول في رثائه للشاعر عمر بهاء الدين الأميري:
أمير طوائف الشعراء فرداً
وما ألفيت بعدك من أمير
وكنت لنا لدى (البنا) سفيراً
لتبنينا، فأكرمْ بالسفير
دعاء وحِكم
وهو في كل رثائه لهؤلاء يختم رثاءه بالدعاء إلى الله أن يغفر لهم ويتغمدهم برحمته، وأن يكرم نزلهم وأن يسكنهم فسيح جناته..
إلهي تغمده بواسع رحمة
وشفع به عند الحساب المشفعا
سألت الله أن تحيا سعيداً
حياة الخلد يا (عمر الأميري)
يا رَبَّ (يحيى) إن يحيى قد غدا
في ظلك الحاني فخفف وارحم
يا رب يا رحمن اِرحم (هاشما)
واجعل له سكنى الجنان مصيرا..
وقصائده هذه حافلة بالحكم التي يستخلصها من تجاربه في الحياة، فها هو يحث على تحمل المشاعر الشديدة:
فما الصبور بمن ماتت مشاعره
بل الذي يتلظى ثم يخفيه
ما مات من غادر الدنيا إلى جدث
إذا استمرت بدنيانا أياديه
فما قيمة الأوطان بعد مماتنا
إذا كانت الدنيا ممراً ومعبراً؟!
وتكبر المصيبة مع كبر الفقيد:
ومن كان في الدنيا كبيراً ففقده
يكون لنا من كبريات المصائب
ولن أطيل في هذه الأمور التي يشارك فيها غيره من شعراء الرثاء، ففي ما تميز به منهم كفاية.
رثاء الغوطة
فها هو يرثي غوطة دمشق، فهي حبيبة إلى قلبه، سعد بجمالها وتعلم الهوى من نسيمها العليل، وكم اتكأ على مروجها الخضراء، وكم سمع تغريد طيورها وخرير شلالاتها الصغيرة، وكم تنشّق عبيرها، واستلذ ببرودة مياه أنهارها، ولكن كل هذا الجمال والروعة قضت عليه وحشية البشر المتمدنين، الذين استبدلوا بكل ذلك بنايات من الإسمنت المسلح، فدفنوه تحت شواهق جدرانها وسقوفها.
ويستعرض ما فيها من الأشجار المثمرة، والبلدان التي اشتهر كل منها بنوع من هذه الثمار، فالورد الدوماني (دوما) والعنب الداراني (داريا) والمشمس الكسواني (الكسوة) والتوت الشامي...
أم ذي قناديل الثمار تضي بالـ
ـعنب اللذيذ الفاخر الداراني؟
بالتوت والدراق والخوخ انثنت
أغصانه... بالمشمش (الكسواني)
واستنزفوا (بردى) فجف معينه
أيعيش قلب دونما شريان؟
قد مات مشنوقاً كميتة مجرم
في (المرجة) العطشى على الشطآن
بل مات مسموماً بما قذفوا فيه من نجاسة الإنسان والحيوان، وسرى هذا السم إلى كل الحدائق الغناء التي كانت تمتد على جانبيه فتملأ الأرض على رحبها، ولم يكتفوا بذلك.
طردوا الفراشات التي دأبت على
توزيع بهجتها بكل مكان
طردوا الهزار.. فما سمعت بقفرها
إلا نعيق البوم والغربان
وحل مكان هذه الأصوات العذبة صرير المنشار يقطع الأشجار وهدير الحفارات تشق الأرض والخلاطات تغرس فيها الإسمنت والحديد لعله ينبت بدلاً من الأشجار!!
والمجرمون بحق البيئة والطبيعة أحالوها إلى مصانع ومساكن شاحبة تفتقد الحياة والحيوية، وبدلاً من أن يعمروا الأرض الجرداء حولوا الجنان إلى صحارى لا شجر فيها ولا ماء.
نامت نواطير الكروم فعربدت
فيها الثعالب من بني (البنيان)
وتبدو الغوطة ودمشق في عيني الشاعر امرأة جميلة في أوج صباها، بخديها المتوردين وببراءة نظراتها وصفاء نقيبتها، وتعرضها للموت بموت شريانها (بردى) وانتحاره، وارتكاب البشر بحقه وحقها جريمة الوأد والإعدام.
ويختم قصيدته ببيت هو القمة فيها، فهذا الدمار أفقدها جمالها وروعتها وأمنها، فدمارها وفقدها هذا الأمن متلازمان، وما حلا بها إلا لفقد البشر الإيمان، ولا عودة لأمنها وجمالها إلا بالعودة إلى الإيمان:
غاب الأمان لغيبة الإيمان فانـ
ـتظروا رجوع الأمن والإيمان
رثاء قصيدة
ومن ألطف ما في ديوانه رثاؤه لقصيدة له!! أرسلها إلى إحدى المجلات لترى فيها الحياة وتخرج إلى الناس في أبهى زينتها، ولكنها قطعت أوصالها وغيرت كلمات فيها فساءت معنى ومبنى وموسيقى، بل ماتت وأصبحت جثة هامدة مشوهة دفنت بقاياها على صفحات تلك المجلة، فهال منظرها صاحبها فهي فلذة منه روّاها بدمه وغذاها بفؤاده وكساها من سندس الضاد وآيات القرآن، وحلق بها في الخيال فكانت عنده غادة ازينت وتبخترت بين قصائده، ولكنها استحالت جثة شوهاء على يد صديقه الذي سامها خسفاً، من غير أن يأخذ رأي صاحب القصيدة، فرثاها صاحبها:
حسناء ألبسها القريض بهاء
كيف استحالت جثة شوهاء؟
حوراء كحلها (الذكي) كأنه
يهب الجمال، فأصبحت عمياء
وينهال على صديقه هذا تقريعاً ولوماً على ما ارتكبه في حق قصيدته:
يا مانح الجسم الصحيح دواءه
احفظ دواءك إن أردت شفاء
لأن هذا الدواء وهذا التعديل والتغيير في القصيدة، وإن ناسب هذا الصديق، هو سم قاتل تغلغل في ثنايا القصيدة وأضعف أعضاءها وشوهها.
فارحم قصديتنا ولا تعرض لها
وانظم هناك قصيدة عصماء
ليس البراعة أن تهدّم شامخاً
إن البراعة أن تقيم بناء
رثاء المفاهيم والقيم
وقد تفرد شاعرنا أبو أنس برثاء أصناف أخرى لم يشاركه فيها أحد، فقد خص عدة مفاهيم وقيم إنسانية بقصائد رثائية، عندما وجد هذه القيم والمفاهيم تتلاشى وتموت في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، وتحل مكانها المادية والأثرة، فرثى «الأخوة» و«الحياء» و«الأمل» و«الرجولة»، وبكى «الرحيل» و«الغربة».
ففي رثائه للأخوة يمثل نفسه بلبلاً صداحاً أعرض عنه أصحابه مع أن وشائج القربى والدين واللغة تشده إليهم، ومع ذلك تجاهلوه وأهملوه وعدوه غريباً عنهم:
كيف عدوني غريباً وأنا
مسلم الدين وأرضي عربية؟!
أتراهم وجدوا في لهجتي
لكنة مدخولة أو أعجمية؟
ويتعجب من إعراضهم عن إنشاده مع أنه يصدر عنه بلا مقابل.
فلماذا أعرض الصحب فلم
يطربوا من عزف ألحاني الشجية؟
أيضوع العشب لمّا يُشترى؟
ويضيع الورد إن جاء هدية؟!
ويختم رثاءه لهذه الأخوة التي طعنت فسالت دماؤها:
نزف الجرح فسالت دفقة
فوق أوتاري.. وللنزف بقية
وفي رثائه للرجولة في أسواق النخاسة يرى أن الأسواق غلت فيها الأشياء المادية ورخصت الرجال، فصرتَ عاجزاً عن شراء الخضراوات لغلاء ثمنها، ولم يبق رخيصاً أمامك إلا البشر: فأنت
لا تشتري فجلاً ولا بصلاً
ولا تشتري خساً ولا جزراً
فإذا رغبت في الشراء وأنت قليل ذات اليد فاشتر الرجال فهم أرخص من الخضراوات، وأسعارهم مغرية!!:
إن شئت شيئاً هان مطلبه
شيئاً رخيصاً فاشتر البشرا
وهؤلاء الرجال فيهم المكّار والكذاب والمزور والمرتشي وباعة الأوطان وفاقدو الدين...، وهم مع رخص أسعارهم يشكلون بضاعة فاسدة لا تستحق أن يدفع فيها أي ثمن، لذلك:
دع هذه الأشكال، تنسفها
هوجاء تمحو الزيف والقذرا
ولم يبق يستحق الوصف بالرجولة إلا من يخوض معارك البطولة والتضحيات في كابول والقدس، وفي سجون الظالمين والمستعمرين، وفي محاريب العابدين، فهم الذين يعلق عليهم الآمال، ويراهم نجوماً تضيء للسارين دروبهم:
يا أيها النجم الصغير أضئ
درب الأماني بعدما اعتكرا
يكفي شعاع منك يا أملي
حتى يفوق الشمس والقمرا
كما يراهم قادة يرفعون رايات النصر ويزفون البشرى إلى أمتهم.
وكذلك ينعى الشاعر الحياء الذي اختفى لدى بنات العصر بعد أن شوهن أجسادهن بالمساحيق وتعرين، وتشبهن بالرجال في لباسهن، فضاع حياؤهن ومعه فقدن احترام الرجال وتقديرهم لهن.
كما خابت آ مال الشباب وتحطمت طموحات لطلاب بعد أن سدت في وجوه المتفوقين منهم أبواب الدراسات الجامعة.
دموع الفرح
وإذا كانت صفحات الديوان السابقة مجللة بالألم وبالحزن فتجري الدموع الحارة من العيون، وإذا كانت هذه الصفحات أيضاً تطبع مشاعر القارئ بالأسى والحسرة من كثرة المصائب والكوارث التي تلحق بنا جماعات وفرادى.. فإن الشاعر أبى أن يختم ديوانه هكذا، فإن للدموع معنى آخر وسبباً ثانياً، فحين تشتد الأزمات ثم يحل الفرح بمولود أو زواج أو عودة غائب، تعبّر العيون عن فرحها هذا بذرف دموع الفرح.
فها هو شاعرنا يذرف دموع فرحه عندما تأتيه صور أهله الذين طال غيابه عنهم، ويطيل النظر إليهم، ويرى ما لحقهم من تقدم في السن فالصغار شبوا والشباب اكتهلوا والكهول شاخوا وهرموا، ويصرفه عن ذلك كله رؤية بريق المحبة له والشوق إليه ينعث من عيونهم فينسى غربته وحزنه وألمه:
غنى بروضتنا الهزار وأضاء ليلتنا النهار
يا قلب أطفئ موقد الأحزان فالأحباب زاروا
وفي هذا الموقف الرائع يرى أنه صار بينهم فيمد يده للمصحافة ويفتح ذراعيه للمعانقة، فهو يحيا بينهم:
امدد يديك مصافحاً فلــربما نطق الإطــار
أقبل وعائق جمعهم أسرع فما بقي اصطبار
وينطلق يخاطبهم بسؤال كل منهم عن حاله، يسأل أمه وأباه وإخوانه وأعمامه ويسأل الحاضرين منهم عمن لم يحضر (في الصورة) وعن الصغار والجيران وعن المرابع والديار..
ويفعل مثل ذلك في (البشرى) بقدوم مولودة له، وفي (فرحته) بزواج ولد له أو بنت أو بولادة حفيد له يشعره بأنه صار جداً تقدمت به السن!!
ويضيق بنا المقام عن تقصي ما في الديوان من سلاسة ألفاظ وسمو خيال وصدق عاطفة رقيقة وتنوع موسيقى يوصله إلى خوض ساقية من الشعر الحر متخلياً فيها عن بحور الشعر العربية الواسعة..
1-4

الخميس، 6 أبريل 2006

الـجـذر الـتـكـعـيـبـي : طريقة عـمـلـيـة للـوصـول إلــيـه مـن أي عـدد



الـجـذر الـتـكـعـيـبـي

طريقة عـمـلـيـة للـوصـول إلــيـه مـن أي عـدد
صدقي محمد البيك
برع العرب في العصر العباسي في علم الرياضيات ، وأثروا حقائق الحساب ، ووضعوا علم الجبر واللوغاريتم، وتعاملوا بالأسس(القوى) والجذور ونظموا الجداول … ، ولا يستبعد أن يكونوا قد أوجدوا طرقا عملية للوصول إلى الجذر التربيعي أو الجذر التكعيبي ، غير طريقة التحليل إلى العوامل الأولية ، ولكن لم يطلع عليها الدارسون للرياضيات حديثا أولم تنشر.
ولكن الدارسين حسب المناهج الفرنسية حديثا تعلموا طريقة عملية للوصول إلى الجذر التربيعي (كما هو الحال في سورية ولبنان ) بينما لم يطلع عليها الذين درسوا حسب المناهج الإنجليزية ، ومع ذلك لم أطلع على طريقة عملية للوصول إلى الجذر التكعيبي، كما أنني لم أجد أحدا من المتخصصين في الرياضيات يعرف طريقة عملية للجذر التكعيبي، ولذلك عملت جاهدا ولمدة طويلة امتدت عدة سنوات ،ترددت فيها بين اليأس والأمل ….حتى توصلت إلى اكتشاف هذه الطريقة العملية للوصول إلى الجذر التكعيبي لأي عدد كبير ، غير طريقة التحليل إلى العوامل الأولية.
وقد يجد كثيرون الآن غناء عن هذه الطريقة وغيرها باستعمال الآلات الحاسبة ، التي أغنتهم أيضا عن عمليات حسابية متعددة ، ولكن يبقى الناس ، والطلاب خاصة ، بحاجة إلى تعلم الطرق المختلفة ، ولعل هذه الطريقة تكون جهدا فكريا يضاف إلى المعلومات والحقائق الرياضية الأخرى.
وإليكم هذه الطريقة التي تبقى بحاجة إلى أن يعرف الإنسان مكعب الأعداد الصغيرة من واحد إلى تسعة وهي (1،8 ،27،64، 125 216، 343، 512، 729،،).





الطريقة والخطوات
1)أقسم العدد إلى زمر ثلاثية الخانات، بدءا من اليمين ، بعد وضع العدد في الشكل
2)أبدأ المرحلة الأولى من الزمرة اليسرى ، فآخذ جذرها التكعيبي التقريبي، وأضعه فوق الزمرة .
3)أضع مكعب هذا الرقم تحت الزمرة اليسرى ، وأطرحه منها.
4) أنزل الزمرة الثانية إلى جوار حاصل الطرح السابق، وأبدأ المرحلة الثانية.
5) أجهز عامل معرفة الجذر حسب الخطوات التالية ، في القسم الأيسر من الشكل:
آ – أضع مربع الجذر (الحاصل من المرحلة الأولى مع صفر قبله)
ب –أقسم ذهنيا العدد الناشئ من إجراء الفقرة (4) على ثلاثة أضعاف مربع الجذر (الحاصل من الفقرة آ ) بالنقص ، وأفترض هذا الناتج رقما ثانيا في الجذر وأضعه فوق الزمرة الثانية.
جـ اضرب هذا الرقم المفترض بالجذر المتوصل إليه سابقا مع صفر قبله
د – أجمع الفقرة آ والفقرة ج هـ أضرب حاصل الجمع هذا بالعدد ثلاثة.
و - أجمع إلى حاصل الضرب السابق مربع الرقم المفترض .
ز – أضرب حاصل الجمع في الفقرة (و ) بالرقم المفترض ، وأضع حاصل الضرب تحت العدد الناشئ من إنزال الزمرة (الفقرة 4) وأطرحه منه.
6) أنزل الزمرة الثالثة إلى يمين حاصل الطرح السابق، وأبدأ المرحلة الثالثة ، وأكرر في هذه المرحلة الخطوات الواردة في الفقرة (5) وذلك كما يلي:
آ – أضع مربع الجذر السابق (برقميه) مع صفر قبله.
ب – أقسم ذهنيا العدد الناشئ من إنزال الزمرة (في الفقرة 6 ) على ثلاثة أضعاف مربع الجذر (الحاصل من الفقرة آ ).
جـ أضرب الرقم المفترض ( من الفقرة ب ) برقمي الجذر مع صفر قبلهما.
د – أجمع الفقرتين(آ) و(ج) . هـ أضرب حاصل هذا الجمع بالعدد ثلاثة.
و – أجمع حاصل الضرب السابق مع مربع الرقم المفترض.
ز – أضرب حاصل الجمع السابق (من الفقرة و ) بالرقم المفترض ، وأضع حاصل الضرب تحت العدد الناشئ من إنزال الزمرة (الفقرة6) وأطرحه منه.
7) وهكذا ، وإذا بقي بعد الطرح باق ولم يبق زمر أضع زمرة من ثلاثة أصفار وأكرر الخطوات السابقة مع وضع فاصلة في الجذر لأن الناتج في الجذر سيكون أجزاء عشرية.


نموذج تطبيقي
اجذر تكعيبيا العدد (77854483)
1) 7 2 4
77,854,483
2)الجذر التكعيبي للعدد 77 هو 4 أضعه
فوق الزمرة الأولى. 64
3) أضع مكعب 4 تحت الزمرة وأطرح 13
4) أنزل المرة الثانية 13854
5) أجهز عامل القسمة ، الفقرة آ 40×40=1600
ب – ذهنيا أقسم 13854على
1600×3= 2 تقريبا
جـ أضرب ثم د – أجمع 2× 40= 80
1680
هـ أضرب بثلاثة ×3
5040
و – أجمع مع مربع الرقم المفترض 2×2 +4
5044
ز – أضرب بالرقم المفترض وأطرح ×2
10088 10088
3766
6)أنزل الزمرة الثالثة 3766483
وأكرر الفقرات السابقة آ – أربع الجذر 420×420=176400
ب – أقسم ذهنيا فقرة 6 على آ فيكون الناتج 7 تقريبا
جـ أضرب 7× 420 =2940
د – أجمع 179340

179340
هـ أضرب بثلاثة ×3
538020
و – أجمع مع مربع الرقم المفترض 49
538069
ز – أضرب بالرقم المفترض ×7
3766483
ثم أطرح هذا الناتج من الفقرة 6 3766483
0000000
*************















تطبيق آخر: اجذر تكعيبيا العدد 12895213625.
5 4 3 2
1) 625 213 895 12
2) 8 2×2×2= 8
3) 4
4) 4895
5) آ- 20× 20 = 400
ب - 400× 3= 1200
جـ - 20× 3= 60
د - 460
هـ - 460× 3 =1380
و - 3 × 3 =9
1389
ز- 4167 × 3
728 4167
6) 728213
آ- 230 × 230= 52900
ب‌- 52900×3=158700
جـ - 230 × 4 =920
د - 53820
هـ - 53820×3=161460
و‌- 4 × 4 =16
161476
ز - 645904 × 4
82309 645904



7) 82309625
آ - 2340× 2340 = 5475600
ب_ 5475600× 3 =16486800
جـ - 2340 ×5 =11700
د‌- 5487300
هـ - 5487300 × 3=16461900
و‌- 5 ×5 =25
1646925
ز- 82309625 × 5
000000000 82309625


السبت، 1 أبريل 2006

أسلوبان للدعوة

أسلوبان للدعوة

بقلم صدقي البيك

إن سيرة نبي الله يوسف عليه السلام كانت نموذجا رائعا وأسلوبا متميزا للدعوة إلى الله، بسلوكه النبوي الذي يجعله قدوة لكل مؤمن يدعو إلى الله، وهذا شأن كل الأنبياء عليهم السلام، فحياتهم وتصرفاتهم أسلوب عملي للدعوة، وهم بذلك قدوة ولنا فيهم أسوة.
فالدعوة إلى الله تحتاج إلى داع ومدعو وظرف زماني ومكاني مناسب وإلى حالة نفسية عند المدعو تحفزه إلى السماع والتلقي والقبول.
أما الداعي فهو نبي نضجت عنده الفكرة التي يدعو إليها، وحيا من عند الله، "ذلك مما علمني ربي". وأما المدعو فهو كل من يفتقر إلى هذه الفكرة وهو يخلو منها ويملأ قلبه بأمور مغايرة لها، لا بد من إخراجها قبل أن يتقبل صاحب القلب الفكرة الجديدة؛ ولا يكون ذلك بالعنف والإكراه بل يكون بإظهار فساد الفكرة وضررها على صاحبها أو على المجتمع. وأما الظرف الزماني والمكاني فيتمثل باللقاء بين الداعي والمدعو عيانا أو سطورا أو صوتا أو صورة وصوتا. وأما عنصر الحالة النفسية للمدعو فله دور أساسي في تقبل المدعو للفكرة الجديدة ، وذلك إذا انفتحت نفسه وفتح أذنيه وقلبه لما يقوله الداعي بعد الوثوق به والاطمئنان إليه والشعور بالحاجة إليه في هذا المجال أو في مجالات أخرى.
وليوسف عليه السلام في سيرته كما وردت في سورة يوسف، أسلوبان دعويان لجأ إليهما، وقد توافرت له الظروف المناسبة. أما الأسلوب الأول، فقد اعتمد فيه على الدعوة المباشرة بالكلمة والموعظة ، وورد في قوله تعالى" .. ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين". فهاهو الداعي النبي والمكان والزما ن يجمعانه مع اثنين من قوم لا يؤمنون بالله ويعبدون أرباباً متعددة ، وقد وثقا برفيقهما في السجن واطمأنا إليه من تجارب سابقة جعلتهما يحكمان عليه بالإحسان والمعرفة الصحيحة ، فتوجها إليه بسؤال ملك عليهما تفكيرهما، وهو ما رأياه في منامهما من رموز واضحة لا يفهمانها؛ فهما لذلك يفتحان عيونهما وآذانهما لتتلقى ما ينطق به من تأويل لرؤييهما، ويتلهفان لمعرفة ما وراء رموزهما. ويدرك النبي الداعية هذه الرغبة عندهما ويدرك أيضاً أن هذا هو الوقت المناسب لعرض فكرته وعقيدته عليهما، فهما الآن كالأرض العطشى التي تتشوق لنزول المطر، وهما مستعدان للإصغاء إلى كل كلمة يقولها، ولذلك فقبل أن يجيبهما إلى ما طلباه بآية لا تزيد كلماتها على أربع عشرة كلمة، يتحدث معهما بأكثر من تسعين كلمة يذكرهما فيها بمواقف سابقة له معهما كان يخبرهما فيها بما سيأتيهما من طعام "لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما" ويدعم ذلك بأن هذا من علمه الرباني "ذلك مما علمني ربي" ليزيد وثوقهما به ويفتح قلبيهما على مصراعيه لتقبل كل كلمة يقولها؛ ثم يعرض عليهما عقيدته التي يؤمن بها هو وآباؤه وأنه تخلى عن ملة من كان يحيط به من أناس لا يؤمنون بالله؛ ويربط بين هذا العلم الرباني وبين عقيدته هذه " إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون واتبعت ملة آبائي ...". وهنا تأتي المرحلة التوجيهية والدعوة إلى عقيدته مباشرة، وقد هيأ كل الظروف والأجواء لتقبلها، فيدعوهما إلى المقارنة والموازنة بين عقيدة التوحيد لله وبين عقيدة تعدد الآلهة التي صنعها البشر ووضعوا لها الأسماء " يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار؟ ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان... " وهو يتوقع، ونحن أيضاً نتوقع، أن يكون جوابهما (الله الواحد القهار خير) ويزيد التفصيل لهذه العقيدة، فالحكم بيد الله والأمر له ... وهذا هو الدين القيم الذي يجهله كثير من الناس.
وبعد هذه المراحل الثلاث، يستجيب طلبهما منه تأويل ما رأياه، ويوجز ذلك بكلمات" أما أحدكما فيسقي ربه خمراً وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه..." ولا يحدد أيهما سينجو وأيهما سيصلب؛ لئلا يغرس اليأس في قلب الذي سيصلب وليبقى الاثنان متعلقين بالأمل في النجاة والحياة !!
ويوسف عليه السلام لا ينسى نفسه وما لحق به من ظلم أدخله السجن، فيطلب ممن (ظن) وعلم أنه ناج منهما أن يذكره عند ربه (الملك)، ولعله يقصد بذلك مظلمته أو ما لديه من إمكانات علمية.
ولكن هذا الناجي شغلته فرحته بالنجاة وعودته إلى ما كان عليه من سقاية الملك الخمرة، وهذه ميدانها العبث وضعف الوعي، فنسي ما وصاه به يوسف عليه السلام.
ويلفت النظر أن الآيات لم تشر إلى إيمان هذا الناجي أبداً، ولعل عدم إيمانه كان عاملاً سلبياً في تذكر يوسف ووصيته. إن هذا الساقي الذي نجا وخرج من السجن لم يظهر في مجريات الأحداث ما يدل على أنه آمن أو أن الدعوة آتت ثمارها معه، مع أنها قد اكتملت فيها كل مقومات تقبل المدعو لها! ولذلك على الداعي أن يدعو موفراً عوامل القبول لدعوته ، وما عليه إن لم يستجب له.
أما الأسلوب الآخر الذي لجأ إليه يوسف عليه السلام في الدعوة فهو أسلوب الاعتماد على الدعوة بالعمل والتطبيق بغير كلام ونصح ووعظ مباشر. وذلك عندما جاءه " الذي نجا منهما وادكر بعد أمة.." فبادره بالاستفتاء وطلب تأويل رؤيا، متحبباً إليه بندائه ب"يوسف أيها الصديق.." ( وأين كانت هذه الصداقة أو التصديق في غضون بضع سنين؟).
ويصرح المستفتي أنه على عجلة من أمره، فالناس ينتظرون عودته بالتأويل ويتوقون إلى المعرفة، والأمر يهمهم جميعاً ملكاً وملأً. ويعلم يوسف أن هناك من يترقب كلماته من علية القوم، بل الملك ومستشاروه، وهم بحاجة إليه ليحل لهم هذا الإشكال الذي شغلهم جميعاً، ومع ذلك لم يلجأ إلى الدعوة والوعظ والأسلوب الذي استعمله مع (الفتيين) في السجن، وكذلك لم يشترط عليهم إطلاقه من السجن، وهذا أبسط حق له، ( وقد ذكر هذا الحق رسول الله محمد عليه السلام بقوله: لقد عجبت من يوسف وكرمه وصبره، والله يغفر له، حين سئل عن البقرات السمان والعجاف، ولو كنت مكانه ما أخبرتهم حتى أشترط عليهم أن يخرجوني...). فهل أهمل يوسف أسلوب الدعوة أم أنه لجأ إلى أسلوب آخر بغير وعظ كلامي؟! لقد وجد من فهمه للرؤيا أ ن الأحداث المقبلة أحداث جماعية فيها صفة الكارثة العامة، وهي إذا لم تعالج بطريقة صحيحة قد تكون نتائجها وخيمة على سكان المنطقة كلها لا على مصر وحدها!! لذلك سارع إلى تأويل الرؤيا ووضع خطة اقتصادية سليمة تضمن حسن التصرف مع الرخاء ومع الشدة لتجنب وتجاوز الكارثة بغير خسائر.
وعندما وصل (التقرير) بتأويل الرؤيا إلى الملك أخذته الدهشة والإعجاب بالتأويل والخطة المحكمة، فأصدر أمره بإخراجه والإتيان به. وهكذا حصل يوسف على ما كان يمكن أن يشترطه عليهم للتأويل، من غير أن يذكر هذا الشرط!! ولم يقف الأمر عند حد الإخراج من السجن بل تجوز ذلك إلى الإتيان به إلى حضرة الملك (ائتوني به). ولكن يوسف عليه السلام لم يكتف بالإخراج من السجن والمثول بين يدي الملك، فهذا شيء مادي حصل عليه، ولا بد له من أن يحصل على شيء معنوي أهم يزيده رفعة وسمواً ونقاء في عيني الملك، فطلب البراءة من التهمة التي أدخل السجن بسببها، فطالب، بعزة المؤمن وكرامته، بالتحقيق مع النسوة اللاتي قطعن أيديهن (ارجع إلى ربك (الملك) فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن، إن ربي بكيدهن عليم). ويستجيب الملك ويحقق، ويوسف لا يزال في السجن، ويعترفن ويقررن (ما علمنا عليه من سوء)، وتقر امرأة العزيز وتشهد له بالبراءة (الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين). وعندما وصل الملك إلى هذه النتيجة لم يكتف بإخراجه من السجن وتبرئة ساحته من التهمة ، بل زاد على ذلك أن طلب أن يستخلصه لنفسه (ائتوني به أستخلصه لنفسي). وبذلك صار يوسف من خاصة الملك يتبوأ من الأرض حيث يشاء وصار لدى الملك مكيناً أميناً آمنا مؤتمناً، ومسؤولاً عن مالية الدولة واقتصادها ومستودعات الحبوب وتخزينها وتوزيعها بالعدل...ثم عزيزاً ثم ملكاً على مصر،وهذا يعني أنه تمكن من نشر العقيدة التي يحملها ويدعو إليها، ومن حكم البلاد وتطبيق أحكام دينه دين أبيه وجد أبيه إبراهيم عليه السلام، فقد طبقها، من حين كان عزيزاً، على أخيه (ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك )، ولذلك سأل إخوته عن عقوبة السارق في دينهم (.. فما جزاؤه إن كنتم كاذبين؟ قالوا : جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه كذلك نجزي الظالمين). ولعل المؤمن من آل فرعون الذي كان يكتم إيمانه في عهد موسى عليه السلام، هو من بقايا من آمن بيوسف من قبل، فقد ورد في قوله( ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث من بعده رسولا...).
وهكذا يكون يوسف عليه السلام قد حقق بأسلوب الدعوة الثاني ما لم يحققه بالأسلوب الأول، فلم يخرج بالأول من السجن ولم تبرأ ساحته ولم يؤمن المدعو الذي نجا، في حين أنه بالأسلوب الثاني خرج وبرئ واستخلصه الملك... وطبق أحكام شريعته ورفع أبويه على عرش مصر...
وهكذا تفعل بعض أساليب الدعوة ما لا تفعله الأساليب الأخرى ولو توافرت لها عوامل نجاح وقبول أكثر.

____________________________