الأربعاء، 5 يناير 2011

تعليق على مقال الدكتورغازي التوبة: هل تتخلى حماس؟...
وأجبتَ بـ (نعم )، ولعلك تدعو إلى ذلك! عجباً يا أبا عماد، أتدعو إلى التخلي عن الغاية للتمسك بالوسيلة؟ المقاومة وسيلة  (وليست غاية) لتحرير الأرض المقدسة وإقامة حكم إسلامي فيها (من وجهة نظر كل الإسلاميين الحركيين وإن لم تكن لبعضها مقاومة مسلحة)، أما العلمانيون  والقوميون والوطنيون فغايتهم تحرير الأرض وإقامة حكم علماني. أفتترك الغاية من أجل الوسيلة؟ أم تستمر الوسيلة إلى أن يكتمل تحقيق الغاية؟ز ومن قال : عن حماس تخلت أو ستتخلى عن المقاومة غير أولئك القابعين في رام الله القاعدين عن القتال والمحاربين للمقاتلين ليوهموا العالم بأن حماس تخلت مثلهم عن المقاومة؟.
إن تحرير فلسطين كلها ليس في طاقة حماس في ظروفها الحالية على المدى المنظور، ولا في طاقة المقاومات الفلسطينية مجتمعة؛ لأن القضاء على القوة الصهيونية المدججة بالسلاح تعجز عنه دول عربية  بقواها البشرية وجيوشها وأسلحتها ما دامت بعيدة عن منهج الله. ولكن الواجب الذي تؤديه حماس ومن يماثلها في هدفها ووسيلتها هو إبقاء الوضع في حالة حرب واستعداد بعيدا عن التسليم الرسمي لسيطرة اليهود على فلسطينواستكانة الناس إلى القعود والبيات الشتوي السياسي والعسكري عدة عقود. فإذا أمكن في هذه المرحلة زحزحة العدو بالقتال عن أجزاء من أرض فلسطين فلمن يترك حكم هذه الأجزاء ( غزة مثلا بعد أن أجبرت  مقاومة حماس الجيش الإسرائيلي على الانسحاب مع المستوطنين منها منغير تفاوض مع السلطة ، " حدث ذلك بعد أن وصلت المقاومة إلى حد الوصول عبر نفق إلى نسف مقر قيادة للجيش الإسرائيلي في داخل أحد معسكراته" )؟ أيترك لسلطة عباس التي شعارها المفاوضات ولا للمقاومة المسلحة؟ استعرض ما لاقته حماس من السلطة منذ دخولها سنة 1994 إلى غزة والضفة، اعتقالات وتعذيب، وقتل للمصلين على أبواب المسجد لأنهم رغبوا بعد صلاة الجمعة من التظاهر استنكارا لاستشهاد أحد المقاومين من الجهاد، وحالة الضفة الآن لا تخفى على أحد لأن السلطة بأجهزتها الأمنية تعمل علنا في التجسس للعدو باسم التنسيق الأمني معه واعتقال وتعذيب وقتل العناصر العسكرية والقيادية في حماس، أفتريد أن تكون أجهزة الأمن في غزة أيضا في يد العباس والضميري أو دحلان وأبو شباك وسائر العملاء الذين يجاهرون بولائهم للعدو؟ أتبقى مقاومة في غزة إذا صارت الأمور فيها إلى وضع الضفة؟ فلو لم تكن حماس في الحكم وعندها جهاز أمني وقوى عسكرية في غزة أفكانت تستطيع أن تحمي نفسها مما كان قد خطط له دايتون وسلطة عبالس ودحلان  قبيل الحسم في منتصف حزيران2007؟ أما كان المتوقع أن يكون وضع غزة أسوأ من وضع الضفة الآن؟
وهل تصدق أن حماس تخلت عن المقاومة، وأنت تسمع التصريحات وترى الغارات الجوية على الأنفاق ومراكز لحماس في القطاع بعد كل إطلاق لصاروخ أو قذيفة من فصيل مقاوم، ومع ذلك لم تمنع حماس أحدا من هذه العمليات، وهي قادرة لو أرادت أن تمنع من هو أكبر من هذه الحركات، أما إذا توقف فصيل أو امتنع تقديرا للظروف القتالية الطارئة وركز في الاستعداد الحقيقي فلا بأس، وإذا لم تكن حماس تعلن عن إطلاقها  صواريخ أو قيامها بعمليات فذلك لأن حرب غزة التي استمرت 22 يوما وأخفقت فيها إسرائيل في تحقيق أهدافها المعلنة والمخفية غيرت أسلوب الحرب معها من عمليات فدائية وقذائف منفردة إلى حرب ميدانية وجبهة عريضة بمشاركة آلاف الجنود من الطرفين وبكل الأسلحة المتاحة، وهذه الحرب بعد انتهائها تستلزم الاستعداد والإعداد والتدرب وتعويض ما استهلك وتطوير السلاح واستحداثه. فحماس بحمد الله تعمل وليس غافلة عما، والعدو يعلن ذلك.
وأما تقرير أن حماس لا تستطيع أن تحافظ على السلطة وعلى المقاومة، (وذلك بالتساؤل والترجيح) فأمر عجيب كأن المرء لا يدرك أن حماس جمعت بينهما على مدى خمس سنوات حتى الآن فلمَ الشك أو التشكيك في قدرتها على ذلك؟ وإن كان من " الصعب الجمع بينهما " فإن المقاومة من غير سلطة في الظروف القائمة  ( كأن تكون السلطة لإسرائيل وحدها أو لها ولعملائها كما هو حال الضفة) ستكون أصعب وأقسى وقد تجهض وبخسائر أكبر من كل الخسائر المادية والمعنوية من مواجهة العدو مباشرة، وهذه حالة وجدتها حماس مفروضة عليها، وقد وفقها الله في تجاوزها بالصمود حتى يئس الصهاينة من تحقيق أهدافهم وآمال عملائهم وتمنيات خصوم حماس،  التي خرج بعضها للعلن، فكانت فضيحة لهم أخزاهم الله بها.
وأهم من كل هذا الذي أقوله وتقوله أن من يكون في الميدان هو أصوب تقديرا للعواقب والنتائج من ذوي القلوب الطيبة والغيرة الظاهرة، فإن أحجموا عن خوض الانتخابات فهم على صواب، وإن قرروا أن يخوضها في ظرف آخر فهم كذلك على صواب، لأن قراهم ليس قرارا فرديا يتخذه من يرى أن الشورى غير ملزمة، وعندهم علماء عاملون ومفكرون مجاهدون وقراراتهم جماعية والشورى عندهم ملزمة. والمسلمون الغيورون يقدمون مع هذه النصائح ما هو أهم منها: يقدمون المشاركة في المقاومة أو في المال أو في تكثير سواد المسلمين، أو في الدعاء لهم بالثبات والتوفيق والنصر .
وأنا أعجب ممن لا يرى فيما فعلته حماس  إلا الجانب المتشائم " أحذر من تعثرها وخفوت شعلتها فهذا سيؤدي إلى مزيد من التعثر للتيار الإسلامي في مجال القضية الفلسطينية... ومسيرة الأمة" فهو يرى ذلك ولا يرى توفيق الله لحماس في الحرب صمودا يحير الاستراتيجيين وتحطيما لهيبة الجيش الذي زعم أنه لايقهر، وحمايتهم من الهلاك والاستئصال، وتأييد الإسلاميين والمسلمين في أرجاء الأرض لهم ودعمهم بما يستطيعون.                   
 
مغالطات عباس في خطابه
 نشر هذا المقال في المركز الفلسطيني للإعلام      12/11/2010 - 05:34 
صدقي البيك
 
استمعت إلى خطاب رئيس السلطةالمنتهية ولايته في ذكرى مقتل أبي عمار، وعجبت من صمته الرهيب عن الإشارة إلى مقتلهعلى أيدي الصهاينة وعملائهم، بل لم يشر إلى حقه على السلطة أن تحقق في مقتله، ولكنكيف يفعل ذلك وأصابع الاتهام تشير إلى مفاوضيه الصهاينة وإلى عملائهم الذين يلوذونبه؟!

وأثار عجبي أنه يعلن رفضه ليهودية إسرائيل، فأي القولين نصدق؟ أنصدقهذا الكلام الذي يقال في حشد عربي فلسطيني فتحاوي للاستهلاك أم نصدق كلامه الذيأعلنه في أمريكا أمام اللوبي الصهيوني بأن تسمي إسٍرائيل نفسها ما تشاء يهودية أوصينية؟ أم أنه قال ذلك ليضحك على اللوبي ويخدعهم؟

لقد غص خطابه  بمغالطاتكثيرة،  ولكن أكبر مغالطاته أنه يوازن بين مواقفه ومواقف حماس ليقول ليس بينناخلاف: فيقر هو بنفسه على أنه لا يقاوم بالسلاح، ويمنع مقاومة إسرائيل بالسلاح، و... ويزعم أن حماس أيضا لا تطلق الصواريخ وتمنع الآخرين من ذلك بل تقتلهم! وهو في ذلكمدع، فإن كان هو يعلن أنه ضد استعمال السلاح فحماس تعلن جهارا نهارا أنها تنتهجالمقاومة المسلحة، وإن كان يعد الصواريخ عبثية فحماس تطلقها على إسرائيل وتنشرالرعب في سكان المغتصبات المحيطة بالقطاع، ألا يعلم أنها أطلقت على الصهاينة مئاتالصواريخ في حرب الفرقان؟ أولا يعلم أن إسرائيل قامت بالهجوم على القطاع وحرب ال22يوما ردا على إطلاق الصواريخ؟!

أما زعمه أن حماس توقفت عن إطلاق الصواريخفهذا إيهام للسامعين، أفلا يعلم أن إسرائيل تعلن أن حماس قد زادت أعداد صواريخهاوأنها حصلت على صواريخ أبعد مدى من السابقة وتصل إلى تل أبيب وغيرها؟ أتحصل حماسعليها لتخرجها في العروض العسكرية أم لتدك بها المغتصبات؟  أولا يدرك أن الوضعالعسكري بين حماس وإسرائيل بعد حرب الفرقان تحول من مناوشات هنا وهناك وتسللوعمليات فردية إلى حرب شاملة يلزمها الاستعداد  رجالا وسلاحا وتدريبا لمعارك قادمةلا تقل شراسة عن سابقتها؟
 
إن عباس لا يطلق ولا يستعمل سلاحا ويمنع ويصادرسلاح الفصائل الأخرى ويعتقل المطلوبين لأجهزة الأمن الإسرائيلي، والأسرى الذينتحرروا من الأسر، ولو كان أسرهم سابقا على خلفية عمليات للعاصفة أو لكتائب الأقصىالتابعة لفتح، والمدنيين، وينسق هو وأجهزة أمنه الدايتونية مع الأمن الإسرائيليويدلونهم على مخابئ النشيطين أمنيا وسياسيا ضد إسرائيل، بل يتناوب الطرفان الاعتقالوالتحقيق، كل هذا يفعله بلا حياء أو استخفاء، في حين تقبل حماس بوجود الفصائلالمسلحة وبسلاحها، على ألا يستخدم إلا ضد إسرائيل ولا يستعرض في الشوارع والأعراس،ثم ألا يسمع بين حين وآخر أن صواريخ وقذائف أطلقت من القطاع على مغتصبات النقب، وأنإسرائيل ترد بطيرانها لا على من أطلق الصواريخ بل على مراكز للحكومة في غزة وعلىالأنفاق التي تهرب عبرها الأسلحة؟

لو كانت حماس مثل السلطة فلمَ لمْ تشنالطائرات الإسرائيلية ولو غارة واحدة على أحد مراكز السلطة، ولو ذرا للرماد فيالعيون، بعد عملية الخليل البطولية؟ لم لم تعامل إسرائيل السلطة  في ذلك كما تعاملحماس لو كانت حماس مثل السلطة وفتح؟ هل تسارع حماس إلى اعتقال مطلقي الصواريخوتسلمهم لإسرائيل كما تفعل سلطة عباس وفياض وأجهزة دايتون؟ فهل يمكن لإسرائيل أنتعامل من يعمل معها ولصالح أمنها معاملة من يعبئ السلاح لها وحاربها وحطم عنجهيتهاوجعلها توقف القتال وتنسحب قواتها الغازية من القطاع بعد ثلاثة أيام من إيقافهاالقتال من طرف واحد؟ وهل تعامل من يفاوضها ويتنازل لها وتنحط طلباته وشروط تفاوضهمعها إلى حد توقيف أو تجميد الاستيطان في الضفة لشهرين أو شهر، معاملة من يتمسكبفلسطينية وعربية وإسلامية أرض فلسطين من البحر إلى النهر؟ كيف تستوي في نظر عباسمواقفه المخزية مع مواقف حماس المبدئية والعملية؟ كيف يستوي من يريد المصالحة لتصبحكل الأجهزة الأمنية دايتونية وبيد فتح وفياض ومنسقة مع إسرائيل، مع من تسهر أجهزتهالأمنية على الأمن الاجتماعي في القطاع وتضبط العملاء وجواسيس العدو وتحاكمهم وتحكمعليهم بما يستحقون؟ أفيجد القارئ بعد هذه المقابلة بين سلطة عباس وحركة حماس صحةادعاء عباس في خطابه أنهما سواء، أم يكتشف مغالطاته؟!