الأربعاء، 5 يناير 2011

مغالطات عباس في خطابه
 نشر هذا المقال في المركز الفلسطيني للإعلام      12/11/2010 - 05:34 
صدقي البيك
 
استمعت إلى خطاب رئيس السلطةالمنتهية ولايته في ذكرى مقتل أبي عمار، وعجبت من صمته الرهيب عن الإشارة إلى مقتلهعلى أيدي الصهاينة وعملائهم، بل لم يشر إلى حقه على السلطة أن تحقق في مقتله، ولكنكيف يفعل ذلك وأصابع الاتهام تشير إلى مفاوضيه الصهاينة وإلى عملائهم الذين يلوذونبه؟!

وأثار عجبي أنه يعلن رفضه ليهودية إسرائيل، فأي القولين نصدق؟ أنصدقهذا الكلام الذي يقال في حشد عربي فلسطيني فتحاوي للاستهلاك أم نصدق كلامه الذيأعلنه في أمريكا أمام اللوبي الصهيوني بأن تسمي إسٍرائيل نفسها ما تشاء يهودية أوصينية؟ أم أنه قال ذلك ليضحك على اللوبي ويخدعهم؟

لقد غص خطابه  بمغالطاتكثيرة،  ولكن أكبر مغالطاته أنه يوازن بين مواقفه ومواقف حماس ليقول ليس بينناخلاف: فيقر هو بنفسه على أنه لا يقاوم بالسلاح، ويمنع مقاومة إسرائيل بالسلاح، و... ويزعم أن حماس أيضا لا تطلق الصواريخ وتمنع الآخرين من ذلك بل تقتلهم! وهو في ذلكمدع، فإن كان هو يعلن أنه ضد استعمال السلاح فحماس تعلن جهارا نهارا أنها تنتهجالمقاومة المسلحة، وإن كان يعد الصواريخ عبثية فحماس تطلقها على إسرائيل وتنشرالرعب في سكان المغتصبات المحيطة بالقطاع، ألا يعلم أنها أطلقت على الصهاينة مئاتالصواريخ في حرب الفرقان؟ أولا يعلم أن إسرائيل قامت بالهجوم على القطاع وحرب ال22يوما ردا على إطلاق الصواريخ؟!

أما زعمه أن حماس توقفت عن إطلاق الصواريخفهذا إيهام للسامعين، أفلا يعلم أن إسرائيل تعلن أن حماس قد زادت أعداد صواريخهاوأنها حصلت على صواريخ أبعد مدى من السابقة وتصل إلى تل أبيب وغيرها؟ أتحصل حماسعليها لتخرجها في العروض العسكرية أم لتدك بها المغتصبات؟  أولا يدرك أن الوضعالعسكري بين حماس وإسرائيل بعد حرب الفرقان تحول من مناوشات هنا وهناك وتسللوعمليات فردية إلى حرب شاملة يلزمها الاستعداد  رجالا وسلاحا وتدريبا لمعارك قادمةلا تقل شراسة عن سابقتها؟
 
إن عباس لا يطلق ولا يستعمل سلاحا ويمنع ويصادرسلاح الفصائل الأخرى ويعتقل المطلوبين لأجهزة الأمن الإسرائيلي، والأسرى الذينتحرروا من الأسر، ولو كان أسرهم سابقا على خلفية عمليات للعاصفة أو لكتائب الأقصىالتابعة لفتح، والمدنيين، وينسق هو وأجهزة أمنه الدايتونية مع الأمن الإسرائيليويدلونهم على مخابئ النشيطين أمنيا وسياسيا ضد إسرائيل، بل يتناوب الطرفان الاعتقالوالتحقيق، كل هذا يفعله بلا حياء أو استخفاء، في حين تقبل حماس بوجود الفصائلالمسلحة وبسلاحها، على ألا يستخدم إلا ضد إسرائيل ولا يستعرض في الشوارع والأعراس،ثم ألا يسمع بين حين وآخر أن صواريخ وقذائف أطلقت من القطاع على مغتصبات النقب، وأنإسرائيل ترد بطيرانها لا على من أطلق الصواريخ بل على مراكز للحكومة في غزة وعلىالأنفاق التي تهرب عبرها الأسلحة؟

لو كانت حماس مثل السلطة فلمَ لمْ تشنالطائرات الإسرائيلية ولو غارة واحدة على أحد مراكز السلطة، ولو ذرا للرماد فيالعيون، بعد عملية الخليل البطولية؟ لم لم تعامل إسرائيل السلطة  في ذلك كما تعاملحماس لو كانت حماس مثل السلطة وفتح؟ هل تسارع حماس إلى اعتقال مطلقي الصواريخوتسلمهم لإسرائيل كما تفعل سلطة عباس وفياض وأجهزة دايتون؟ فهل يمكن لإسرائيل أنتعامل من يعمل معها ولصالح أمنها معاملة من يعبئ السلاح لها وحاربها وحطم عنجهيتهاوجعلها توقف القتال وتنسحب قواتها الغازية من القطاع بعد ثلاثة أيام من إيقافهاالقتال من طرف واحد؟ وهل تعامل من يفاوضها ويتنازل لها وتنحط طلباته وشروط تفاوضهمعها إلى حد توقيف أو تجميد الاستيطان في الضفة لشهرين أو شهر، معاملة من يتمسكبفلسطينية وعربية وإسلامية أرض فلسطين من البحر إلى النهر؟ كيف تستوي في نظر عباسمواقفه المخزية مع مواقف حماس المبدئية والعملية؟ كيف يستوي من يريد المصالحة لتصبحكل الأجهزة الأمنية دايتونية وبيد فتح وفياض ومنسقة مع إسرائيل، مع من تسهر أجهزتهالأمنية على الأمن الاجتماعي في القطاع وتضبط العملاء وجواسيس العدو وتحاكمهم وتحكمعليهم بما يستحقون؟ أفيجد القارئ بعد هذه المقابلة بين سلطة عباس وحركة حماس صحةادعاء عباس في خطابه أنهما سواء، أم يكتشف مغالطاته؟!   
 
 

ليست هناك تعليقات: