الجمعة، 8 أغسطس 2014

أوقد وضعت السلاح؟


انفجر آخر صاروخ أطلقته كتائب القسام قبيل الثامنة من صباح الثلاثاء 5/8/2014م، وبدأت آليات الجيش الصهيوني بالانسحاب، مع بداية الهدوء الذي خيم على قطاع غزة، وبالانكفاء إلى ما وراء حدود القطاع، من آخر جيبين له في شمال القطاع وجنوبه. ويبدأ الجنود الصهاينة بتقيّؤ الرعب الذي عشّش في قلوبهم طيلة الأيام التي كانت فيها عيونهم وآذانهم تترصّد ما أمامهم وما وراءهم عاجزين عن رصد ما تحت الأرض التي تزلزلهم.
ويبدأ القادة الإسرائيليون السياسيون والعسكريون تراشق الاتهامات بالتقصير وبتحميل المسؤولية عن هذا العجز الذي أقعد الجيش الصهيوني عن تحقيق أي فوز مما كان يعهده في معاركه مع جيوش العرب حين لم تكن فيها مواجهات بين طرفين بل مطاردات للمتقهقرين وفي أيام معدودات.
ويبدأ نتنياهو بالذب عن نفسه بادعاء أن الجيش بذل أقصى ما يستطيع في هذه الحرب... ولكن لم يكن هناك ضمانة بنسبة 100%للنجاح!!! ويكتفي بادعاء تحقيق هدف تدمير 34 نفقاً، زعماً، هذا الهدف الذي جدّ على ساحة القتال ولم يكن وارداً في خطة المعركة!!
وكذلك بدأت علامات الوجوم واليأس والذهول والغصّ بالريق تظهر على الأصوات والكلمات في بعض التلفزيونات والصحف عربية اللسان عبرية الأماني صهيونية الهوى، والتي بُحّت وهي تمجد وتبارك خطوات وبطولات الصهاينة التي كانوا يتمنون ويتوقعون لها أن تقضي على حماس والمقاومة في غزة وتخلصهم من إرهابها!!
وفي المقابل آن لأبطال المقاومة في غزة من كتائب القسام وسرايا القدس ومن شاركهم هذا الشرف، آن لهم أن يمسحوا العرق والغبار عن جباههم ، وأن يحمدوا الله على إنزاله السكينة على قلوبهم وإمداده لهم بالثبات والإثخان في العدو وقهره.
وآن لأهل القطاع جميعاً أن يمسحوا الدماء عن جراحهم وأن يعبروا عن حزنهم على من فقدوهم وما فقدوه، ممزوجاً بالفرح بهذا النصر الذي دفعوا ثمنه دماءهم وأملاكهم، وقد ربح بيعهم مع الله فأخذوا الأجرين: أجراً في الدنيا يحبونه، وهو هذا النصر والفتح القريب، وأجر الآخرة بإذن الله.
كما آن لجماهير الأمة الإسلامية التي أعربت عن موالاتها لجند الإيمان وانضمامها لفسطاط الإسلام، آن لهذه الجماهير أن تسجد شكراً لله وأن تكبره، وأن تفرح بنصر الله لمن يقاتل في سبيله.
ومع ذلك أقول للمقاومين من أبطال حماس والجهاد والفصائل المشاركة والموالية لأهل الحق، والذين تحملوا الأذى وصبروا: لا تضعوا أسلحتكم، لا تضعوا أسلحتكم فإن وراء عدوكم هذا أعداءً من المنافقين لا تعلمونهم ولكن الله يعلمهم، وهو لهم بالمرصاد، وهم كل من كان موالياً للصهاينة بقلبه وأمانيه، وبلسانه وماله، وما أكثرهم وما أخزاهم!

ليست هناك تعليقات: