الخميس، 23 مارس 2006

ملاحظات على بحث الأستاذ عبيد الله

الأخ العزيز محمد سعيد عبيد الله حفظك الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
تلقيت دراستك الأولى والثانية حول الترتيب الجديد للحروف العربية في الأبجدية التي تعطي فيها قيما عددية للحروف (حساب الجمل)، وربطك لهذا الترتيب الجديد بالإعجاز العددي للقرآن الكريم، وعكفت على دراسته بتأن، وصلت إلى الملاحظات التالية:
1- لم تعرّف مصطلحات الحروف الجامدة والرخوة والمنسوخة، وهذه مصطلحات جديدة جديرة بالتحديد.(وإن كدت أفهم أن الجامدة لا يوجد ما يماثلها وأن الرخوة هناك ما يماثلها بزيادة نقط عليها، أي إعجامها). ومع ذلك أجد أن النون لا تماثلها ب ت ث والقاف لا تماثلها ف ، وهذا في أشكال ورسوم الحروف كما هي عندنا الآن، ولا أدري ما أشكالها قبل أن تعجم وفي رسم المصحف في القرن الهجري الأول.
2- إن إدخالك حرفي الواو والدال في المجموعة الأولى والثانية أخرج المجموعتين من أن تكونا تمثلان الحروف المقطعة (النورانية) في أوائل بعض السور القرآنية.
3- تقول " وجعل حرف الواو وحرف الدال عقدة للمعجزة". إن العقدة إشكال أو عقبة في التدليل على المعجزة أو على أي مفهوم تذكر معه، إلا إذا كنت تريد بهذه الكلمة شيئا آخر.
4- رتبت في رسالتك الثانية الحروف الجامدة والرخوة بشكل مختلف عن ترتيبهما في الرسالة الأولى ( وهو اعتباطي في المرتين)، فلا هو هجائي ولا أبجدي قديم ولا حسب ورودها في أوائل السور في المصحف.
5- إنك اعتمدت في ترتيبك على إحصاء الجذور للكلمات القرآنية في كتاب" المعجم المفهرس" كما أظن، ولكن هذا المعجم لم يكن دقيقا في إحصاء بعض الجذور. وأنت لم تحدد المقصود من الجذور أهي جذور الأفعال والأسماء المعربة فقط، أم تشمل جذور الأسماع المبنية الثلاثي والثنائية والمكونة من حرف واحد؟ وهل تعتد بالحروف كثرت أو قلت حروفها الهجائية؟ وتحديد هذه الأمور أساسي في عملية الإحصاء!
6- ترتيبك هذا دفعني إلى إحصاء الجذور الواردة في كل حرف من الحروف التي رتب عليها المعجم المفهرس( وهو في الغالب يضع فاصلا بين كل جذر وآخر) ووجدت الإحصاءات( الأولية) التالية:
الهمزة لم أحصها لكثرتها س 111 / ن 107/ ع 105 / ح 99/ ر 89/ ق 80/ و78/ م 76/ ص 62/ ك 60 / ل 58 / هـ 51 / د 48 / ط 37 / ي 22 //
ب 86 / ف 73 / ج 72 / خ71 / ش 63 / غ 48 / ز 42 / ض 25 / ت 23 / ث 23 / ذ 23 / ظ 7.
7- هذا الترتيب التنازلي صحيح إذا كانت الفهرسة دقيقة وسليمة، ولكن لا بد من التزام دقيق بمنهج الجذور حسب مفهوم محدد، فإذا اقتصر الإحصاء على جذور الأفعال والأسماء المعربة فقط التزم ذلك في كل الحروف. ولكني وجدت المعجم المفهرس يفهرس أحيانا أسماء إشارة وأحيانا لا يفهرس أخرى، وفهرس حرف ها التنبيه وليت ولعل ولم يفهرس كأن ولكن وبل وبلى وحتى وفهرس الضمير هي (هيه) ولم يفهرس هو، هما، هم، هن. وفهرس هاتين وهذان في حرف الهاء ( ومن حقهما الفهرسة في حفي التاء والذال) ولم يفهرس هذا وهذه، وفهرس هؤلاء في الهمزة (وهذا مكانها الطبيعي). وفرس اللائي واللاتي واللذان في حرف الألف ولم يفهرس الذي والتي ومن حقها أن تفهرس في اللام، وفهرس ألم والر وألمر وألمص وحم وطس وطسم وكهيعص ... وأحصى كأين ولم يحص كم.
8- فإذا أسقطنا من حرف الهاء إحصاء ها وهاتين وهذان وههنا وهيه مثلا قل عدد جذور الهاء عن عدد جذور الدال(46).
وفي حرف التاء هناك زيادة (تلك) وتارة وهي من جذر التوراة فبحذفهما يبقى للتاء 21 جذرا وهذا أقل من عدد جذور الثاء.
وهكذا أجد أن هذه الإحصاءات تحتاج إلى دقة وإعادة نظر.
9- وفي التطبيقات كانت هناك عمليات انتقائية، فأنت لم تقتصر على كلمات من القرآن الكريم فذكرت كلمات (عاصمة وراحة اليد" والأولى الكف" وفتر وشبر وقدم"وحدة قياس " ومدية وخنجر وديوان...) فلم يبق لهذه التطبيقات علاقة بالإعجاز القرآني.
10- وكذلك اخترت كلمات لغوية انتقائياً وكذلك ترتيبها فلم تذكر الضيعة أو الهجرة أو العزبة ولا الساعة، وهناك أعضاء للإنسان كثيرة لم تذكرها أو أجزاء من الأعضاء:مرفق، عضد، كف، كعب، ركبة، فخذ، ساق..وترتيب السكين بعد الخنجر والحسام قبل الساطور غير منطقي.. ولم تذكر المشرط والمقص وكلام كثير يدخل إليك عبره المعترضون.
ومع ذلك فإن صلة كل هذا بالإعجاز القرآني غير متينة، فليس هناك إلا أساس الترتيب الأبجدي عندك فقط يعتمد على ورود جذور كلمات مبدوءة بهذه الحروف في القرآن حسب هذا الترتيب، إن صحت هذه الإحصاءات.
وأخيراً أتمنى لك الخير والتوفيق والوصول إلى أسس ونتائج صحيحة سليمة تقف في وجه الاعتراضات، وهذا كله يحتاج إلى جلد وصبر ودقة إحصاءات.
وفقك الله إلى ما فيه خير للقرآن والإسلام والمسلمين.
صدقي البيك

الأربعاء، 22 مارس 2006

رسالة إلى الكحيل

الأخ العزيز عبد الدايم الكحيل حفظك الله ورعاك
وعليكم السلام ورحمة اله وبركاته وبعد
قرأت رسالتك إلي وسعدت بها وبمضمونها، وذكرني اسمكم الكريم بالشيخ الجليل الأستاذ سعيد الكحيل ، وأنا لا أزال أتخيله بجبته وعمامته البيضاء وابتسامته العذبة وقلبه الطيب، وما أدري أأطلب منك أن تبلغه تحياتي أم أترحم عليه؟ ولا أدري أيضاً أهو والدك أم أحد أقاربك؟ لقد كنت ألتقي معه في مكتبة المرحوم أحمد علوان إذ كنا مع كثيرين من روادها، فأنا من المقيمين في حمص حتى عام 1980 حين غادرت إلى السعودية للعمل مدرسا فيها وأنا الآن أعمل محررا في مجلة المستقبل الإسلامي في الرياض، ولي موقع بسيط فيه بعض ما نشرته من مقالات وسيرتي الذاتية.
Sedqialbaik.blogspot.com
سبق لي أن اطلعت على بعض ما نشرته في موقع الأرقام من أبحاث حول الإعجاز العددي في القرآن الكريم وأعجبني ذلك منك. وحين أعلمتني بأن لك موقعاً سارعت إلى دخوله فأعجبني تعدد جوانب الإعجاز فيه وكثرة كتبك التي نشرتها، وأسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتك يوم القيامة. وأنا أدخل إليه بين حين وحين، وأقرأ فيه.
وقد وجدت في أبحاثك عن الكلمات أنك تفصل واو العطف عما بعدها وتعدها كلمة مستقلة! كما أنك عللت ذلك في مقالتك المنشورة في موقع الأرقام (ضوابط الإعجاز العددي) بقولك "والسبب في ذلك هو أن النظام الرقمي الذي سنراه ونلمسه والقائم على الرقم سبعة لا ينضبط إلا على هذا الأساس) وهذا يعني أن المعطيات والأسس التي انطلقت منها اعتمدت على النتائج، وهذا غير منطقي، فالمنطق يقتضي أن تعتمد النتائج على الأسس والمعطيات. ثم إن الصورة التي ذكرت أنها لمصحف كما كتب في عهد الرسول عليه السلام، لم تظهر. مع العلم أن اللغة العربية لم تكتب فيها كلمة واحدة مستقلة مؤلفة من حرف هجائي واحد.
تحياتي لك ولكل من يعمل معك في الموقع أو في الإحصاءات.


أخوك صدقي البيك - الرياض