تاريخ الإضافة: 12/2/2011 ميلادي - 8/3/1432 هجري زيارة: 106
الأحد، 20 فبراير 2011
نساء تحدث عنهن القرآن
تاريخ الإضافة: 12/2/2011 ميلادي - 8/3/1432 هجري زيارة: 106
بقلم : صدقي البيك
لقد بشر الأنبياء جميعا بالنبي محمد عليه السلام ، ووردت هذه البشريات في الكتب المنزلة ، وكان أهل هذه الكتب يعرفون هذه البشريات ، وهي متناثرة في كل من التوراة والإنجيل، ولا زالت موجودة فيهما على رغم كل التحريفات التي لحقت بهما .
(1)سورة البقرة الآية 89.
الأربعاء، 5 يناير 2011
مغالطات عباس في خطابه |
نشر هذا المقال في المركز الفلسطيني للإعلام 12/11/2010 - 05:34 |
صدقي البيك استمعت إلى خطاب رئيس السلطةالمنتهية ولايته في ذكرى مقتل أبي عمار، وعجبت من صمته الرهيب عن الإشارة إلى مقتلهعلى أيدي الصهاينة وعملائهم، بل لم يشر إلى حقه على السلطة أن تحقق في مقتله، ولكنكيف يفعل ذلك وأصابع الاتهام تشير إلى مفاوضيه الصهاينة وإلى عملائهم الذين يلوذونبه؟! وأثار عجبي أنه يعلن رفضه ليهودية إسرائيل، فأي القولين نصدق؟ أنصدقهذا الكلام الذي يقال في حشد عربي فلسطيني فتحاوي للاستهلاك أم نصدق كلامه الذيأعلنه في أمريكا أمام اللوبي الصهيوني بأن تسمي إسٍرائيل نفسها ما تشاء يهودية أوصينية؟ أم أنه قال ذلك ليضحك على اللوبي ويخدعهم؟ لقد غص خطابه بمغالطاتكثيرة، ولكن أكبر مغالطاته أنه يوازن بين مواقفه ومواقف حماس ليقول ليس بينناخلاف: فيقر هو بنفسه على أنه لا يقاوم بالسلاح، ويمنع مقاومة إسرائيل بالسلاح، و... ويزعم أن حماس أيضا لا تطلق الصواريخ وتمنع الآخرين من ذلك بل تقتلهم! وهو في ذلكمدع، فإن كان هو يعلن أنه ضد استعمال السلاح فحماس تعلن جهارا نهارا أنها تنتهجالمقاومة المسلحة، وإن كان يعد الصواريخ عبثية فحماس تطلقها على إسرائيل وتنشرالرعب في سكان المغتصبات المحيطة بالقطاع، ألا يعلم أنها أطلقت على الصهاينة مئاتالصواريخ في حرب الفرقان؟ أولا يعلم أن إسرائيل قامت بالهجوم على القطاع وحرب ال22يوما ردا على إطلاق الصواريخ؟! أما زعمه أن حماس توقفت عن إطلاق الصواريخفهذا إيهام للسامعين، أفلا يعلم أن إسرائيل تعلن أن حماس قد زادت أعداد صواريخهاوأنها حصلت على صواريخ أبعد مدى من السابقة وتصل إلى تل أبيب وغيرها؟ أتحصل حماسعليها لتخرجها في العروض العسكرية أم لتدك بها المغتصبات؟ أولا يدرك أن الوضعالعسكري بين حماس وإسرائيل بعد حرب الفرقان تحول من مناوشات هنا وهناك وتسللوعمليات فردية إلى حرب شاملة يلزمها الاستعداد رجالا وسلاحا وتدريبا لمعارك قادمةلا تقل شراسة عن سابقتها؟ إن عباس لا يطلق ولا يستعمل سلاحا ويمنع ويصادرسلاح الفصائل الأخرى ويعتقل المطلوبين لأجهزة الأمن الإسرائيلي، والأسرى الذينتحرروا من الأسر، ولو كان أسرهم سابقا على خلفية عمليات للعاصفة أو لكتائب الأقصىالتابعة لفتح، والمدنيين، وينسق هو وأجهزة أمنه الدايتونية مع الأمن الإسرائيليويدلونهم على مخابئ النشيطين أمنيا وسياسيا ضد إسرائيل، بل يتناوب الطرفان الاعتقالوالتحقيق، كل هذا يفعله بلا حياء أو استخفاء، في حين تقبل حماس بوجود الفصائلالمسلحة وبسلاحها، على ألا يستخدم إلا ضد إسرائيل ولا يستعرض في الشوارع والأعراس،ثم ألا يسمع بين حين وآخر أن صواريخ وقذائف أطلقت من القطاع على مغتصبات النقب، وأنإسرائيل ترد بطيرانها لا على من أطلق الصواريخ بل على مراكز للحكومة في غزة وعلىالأنفاق التي تهرب عبرها الأسلحة؟ لو كانت حماس مثل السلطة فلمَ لمْ تشنالطائرات الإسرائيلية ولو غارة واحدة على أحد مراكز السلطة، ولو ذرا للرماد فيالعيون، بعد عملية الخليل البطولية؟ لم لم تعامل إسرائيل السلطة في ذلك كما تعاملحماس لو كانت حماس مثل السلطة وفتح؟ هل تسارع حماس إلى اعتقال مطلقي الصواريخوتسلمهم لإسرائيل كما تفعل سلطة عباس وفياض وأجهزة دايتون؟ فهل يمكن لإسرائيل أنتعامل من يعمل معها ولصالح أمنها معاملة من يعبئ السلاح لها وحاربها وحطم عنجهيتهاوجعلها توقف القتال وتنسحب قواتها الغازية من القطاع بعد ثلاثة أيام من إيقافهاالقتال من طرف واحد؟ وهل تعامل من يفاوضها ويتنازل لها وتنحط طلباته وشروط تفاوضهمعها إلى حد توقيف أو تجميد الاستيطان في الضفة لشهرين أو شهر، معاملة من يتمسكبفلسطينية وعربية وإسلامية أرض فلسطين من البحر إلى النهر؟ كيف تستوي في نظر عباسمواقفه المخزية مع مواقف حماس المبدئية والعملية؟ كيف يستوي من يريد المصالحة لتصبحكل الأجهزة الأمنية دايتونية وبيد فتح وفياض ومنسقة مع إسرائيل، مع من تسهر أجهزتهالأمنية على الأمن الاجتماعي في القطاع وتضبط العملاء وجواسيس العدو وتحاكمهم وتحكمعليهم بما يستحقون؟ أفيجد القارئ بعد هذه المقابلة بين سلطة عباس وحركة حماس صحةادعاء عباس في خطابه أنهما سواء، أم يكتشف مغالطاته؟! |
الأربعاء، 1 ديسمبر 2010
تاريخ الإضافة29/11/2010 ميلادي - 22/12/1431 هجري زيارة106:
نعم للتيسير لا للتشدد بعَثَ الله - تعالى - محمدًا - عليه السلام - بالإسلام رحمةً للعالمين،وتعدَّدت تكاليف المسلم في حياته اليومية وفي سلوكه، ولكنَّ الله - تعالى - جعل كلَّ ما طالَب به المسلم من أعمالٍ في حدود طاقته وقدراته التي تتفاوَت من شخصٍ إلى آخر، وجعَل تطبيقَ كثيرٍ من هذه التكاليف مُرتبِطًا بالاستطاعة؛ كالحجِّ، والإصلاح، وإعداد القوَّة ولهذا كانت هذه التكاليف أقرب إلى التيسير على المسلمين منها إلى التعسير والتشدُّد، وفي المواقف التي استدعى فيها بعضُ المسلمين - بالسؤال أو بالرغبة - الحدَّ الأقصى من العبادة، أعلَمَهم الرسول - عليه السلام - أنهم لا يستطيعون، والله لا يريد عنَتَهم، فعندما قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يا أيها الناس، قد فرَضَ الله عليكم الحجَّ فحُجُّوا))، قال رجلٌ: أكلَّ عامٍ يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثًا، فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لو قلت: نعم، لوجبت، ولَمَا استطعتم))، ثم قال: ((ذَرُوني ما تركتُكم؛ فإنما هلك مَن كان قبلكم بكثرة سُؤَالِهم واختلافِهم على أنبيائهم، فإذا أمرتُكم بشيءٍ فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتُكم عن شيءٍ فدَعُوه))؛ رواه مسلمهكذا تكون رحمة الله بعباده، وهكذا يكون إشفاق رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - على أمَّته، فالإلحاح من السائلين ورغبتهم في التشدُّد قد تنعكس عليهم تشديدًا في الأحكام؛ ((ذَرُوني ما تركتكم))، فلا تُكثِروا من الأسئلة، وقد ضرب الله - تعالى - في القرآن الكريم للمسلمين مَثَلاً من إلحاح بني إسرائيل في السُّؤال وتشديد الله عليهم، حتى كادوا لا يجدون البقرة من كثرة الشروط والقُيُود التي كانوا يستدعونها بكثرة أسئلتهم؛ فيقول الرسول - عليه السلام -: ((إنما أُمِروا أن يذبحوا بقرةً))، ولكنهم لَمَّا شدَّدوا شدَّد الله عليهم، وايم الله لولا أنهم استثنوا وقالوا: ﴿وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ لَمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 70] لَمَا بُيِّنت لهم آخِرَ الأبد، ويقول ابن كثير بعد هذا لهذا لَمَّا ضيَّقوا على أنفسهم ضيق عليهم ويروي أبو داود عن أنس بن مالكٍ - رضِي الله عنه -: أن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يقول: ((لا تُشَدِّدوا على أنفسكم فيشدِّد الله عليكم؛ فإن قومًا شَدَّدوا على أنفسهم فشدَّد الله عليهم، فتلك بقاياهم في الصَّوامِع والدِّيار، رهبانيةً ابتدعوها ما كتبناها عليهم...)).فلا مجالَ إذًا للتشدُّد، بل المطلوب من المسلم أن يُيَسِّر الأمور على نفسه، والمطلوب من الدُّعَاة أن يَنشُدوا اليُسْرَ والسُّهولة فـمَن صلَّى بالناس فليُخَفِّف؛ فإن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة))؛ رواه البخاري. بل عَدَّ الرسول - عليه السلام - عمل هؤلاء المتشدِّدين تنفيرًا للناس وفتنة لهم؛ فعندما أطالَ معاذٌ - رضي الله عنه - فقَرَأ سورة البقرة في إحدى الركعات وشكا أحد المسلمين ذلك إلى الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال له - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أفَتَّان يا معاذ؟: وإذا كان الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - يرفض التشدُّد حتى يُسمِّيه فتنةً أو تنفيرًا من الدين، فإنه دعا إلى ما يُقابِله وهو التيسير، فهو في اختياراته - عليه السلام - كان يتوجَّه إلى أيسر الأمور ما لم يكن إثمًا؛ فعن عائشة - رضِي الله عنها - قالت: ما خُيِّر رسولُ الله بين أمرين قطُّ إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا وطالَب - صلَّى الله عليه وسلَّم - أمَّته بهذا التيسير فقال: ((يَسِّروا ولا تُعَسِّروا وبَشِّروا ولا تُنَفِّروا))، وذكَر ما يُمَيِّز الإسلام فقال: ((إن الدين يسرٌ، ولن يُشَادَّ الدينَ أحدٌ إلا غلَبَه، فسَدِّدوا وقارِبوا وأَبشِروا، واستعينوا بالغَدْوَة والرَّوْحَة وشيءٍ من الدُّلْجَة...)). وكذلك وصَف أُمَّته بهذه الصفة؛ فقال - فيما يرويه محجن بن الأدرع في ;مسند أحمد بن حنبل -: ((إنكم أمَّة أُرِيدَ بكم اليسر))، وهل بعد قول الله - تعالى -: ﴿ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ [البقرة: 185] مجالٌ لأحدٍ أن يتشدَّد في أمرٍ من أمور الدين، إذا كان في هذا الأمر سَعَة ويسر؟ وقد عَدَّ الرسول - عليه السلام - مَن يَتنطَّعون ويستقلُّون العبادات المطلوبة من المسلم والتي كان يُؤَدِّيها الرسول من الصلاة والصيام والزواج، فيتعاهَدُون على أشدِّ حالاتها، عدَّهم راغِبين عن سنَّته؛ فقال - صلَّى الله عليه وسلَّم - في شأنهم: ((... أمَّا أنا فأصلِّي وأنام، وأصوم وأُفطِر، وأتزوَّج النساء، فمَن رغب عن سنَّتي فليس مِنِّي))فأيُّ تهديدٍ أكبر وأشدُّ من هذا؟ فالأليق بالعلماء أن يتجنَّبوا التشدُّد ولو كان في باب الأَخْذِ بالأَحْوَط، بل على الدُّعَاة - خصوصًا - أن يأخذوا بالأيسر على الناس، خاصَّة إذا كان ذلك رأيًا لأحد علماء المسلمين المعتَبَرين، والغالب أنهم يستَنِدون في آرائهم إلى أدلَّة واضحة ومعتمدة
ما أحوجنا إلى الوسطية في هذا العالم المتطرف الوسطية: مفهومًا ودلالةالوسطية الوسطية والطرفيةالوسطية ضرورة للحفاظ على اليقظةالوسطية التيسير في دعوة المسلم الجديدالاتهام بالتشددرفع الحرج والتيسير في الشريعة الإسلامية ضوابطه وتطبيقاتها السلام عليكم ورحمة الله ..
جزى الله الكاتب خير الجزاء على بحثه القيم والثري حقيقة بهذا الموضوع المهم في فقه الدعوة واصولها.. ونحن حقيقة بحاجة الى مثل هذا اليوم.. نظرا لاختلاط الحابل بالنابل. في واقع الأمة..
ولكن يا حبذا لو أذن لي الكاتب الكريم أن أضيف أمر مهم:
كنت أود أن تضيف للموضوع فريقًا آخر من الناس.. جعلوا من التنادي .. بقه التيسير فقها مطلقا.. يمارسون من خلاله فقه الانتقاء لا التيسير.. ولا الموازنة.. ولا الحال وفقهه..
فيجيزون للناس استماع الغناء وفوائد البنوك.. وتبرج المرأة بحجة انهم بعثوا ميسرين لا معسرين.. ويضعون النصوص الشرعية في مأزق بين التعسير والتيسير..
ثم يلمزون المتسابقين إلى ملازمة الحق والسنة بالتشدد.. دون اعتبار وموازنة صحيحة ومنضبطة..
ولكن جزاك الله خيرا فمقالكم قيم جدا
السبت، 27 نوفمبر 2010
وسطية الأمة المسلمة
الأربعاء، 10 نوفمبر 2010
الروح الإسلامية عند الشعراء السعوديين
الروح الإسلامية عند الشعراء السعوديين
نشر في موقع الألوكة
| ||
تاريخ الإضافة: 16/10/2010 ميلادي - 8/11/1431 هجري زيارة: 280
شهد الأدب العربي في مطلع هذا القرن توجُّهًا نحو مفهوم العروبة وتمجيدها، والدعوة إلى القومية العربية والتغنِّي بها، وكان هذا الاتِّجاه في بلاد الشام مصحوبًا بمُناصَبة الإسلام العداء، أو على الأقلِّ بوضعه جانبًا أو إبعاده عن ساحة الأدب؛ وقد يكون السبب وراء هذا أن أكثر الشعراء كانوا من غير المسلِمين، أو كانوا يحملون أفكارًا يَسارِيَّة إلحاديَّة تدعو إلى فصْل الدين عن الدولة، وقد سارَتْ على هذا النهج جِهاتٌ لها صِلَة بالتربية والتدريس ووضع المناهج والكتب الدراسية، التي لم تجد غضاضة في أن تحذف من نصٍّ أدبي نثري جملةً مُعترِضة للكاتب إبراهيم عبدالقادر المازني في حديثه عن الحضارة، فهو يقول: "الحضارة العربية - وسمِّها الإسلامية إذا شئت - حضارة تقوم..."، فلكي يطمس هؤلاء كلَّ شيء يمتُّ إلى الإسلام حذفوا من النص "وسمِّها الإسلامية إذا شئت"؛ ليظهر المازني أمام الطلاَّب الدارِسين أحد دُعاة العروبة، مع أن المازني ومُعظَم الأدباء والشعراء المصريين كانوا لا يُفَرِّقون بين العُرُوبة والإسلام، فإن لم يكونا مترادفَين فهما غير متعارضَين، فهذا الشاعر محمد محمود غنيم يقول:
هِيَ الْعُرُوبَةُ لَفْظٌ إِنْ نَطَقْتُ بِهِ فَالشَّرْقُ وَالضَّادُ وَالإِسْلاَمُ مَعْنَاهُ |
وإذا كان الأمر هنالك كذلك، فهل اختَلَف الموقف عند الشعراء في المملكة العربية السعودية؟ إن هذه الدولة قامَتْ جذورها على دعوة محمد بن عبدالوهَّاب، وكانت منذ قيامها في أوائل هذا القرن مبنيَّة أيضًا على الإسلام عقيدة وشريعة، وكانت الثقافة العامَّة السائدة فيها - ولا زالت - ثقافة إسلامية صحيحة وصريحة وصارمة، والتدريس فيها يقوم على موادَّ دراسيةٍ إسلامية عديدة أساسية في النجاح وفي الاحتساب، (في مقابل إهمال مادَّة واحدة للتربية الإسلامية وجعْلها ثانوية ولا تُحتَسب للطالب عند دخوله في الجامعات في بلاد عربية أخرى!).
وهذه البلاد حفِظَها الله من شَرِّ المستعمِرين؛ فلم تطأها أقدامهم بالأسلحة والجيوش، ولا بالأفكار والعادات، ولم تنتشر فيها المدارس التبشيرية، بل لم تظهر فيها أصلاً واحدةٌ منها، كما لم يدخلها مستشرقون ولا أساتذة مستغرِبون ينشُرون أفكارَهم بكلِّ جرأة وصراحة، وإذا دخَلَها أحدهم لسببٍ أو لآخَر فلم يكن يجرؤ على نشر أفكاره.
لهذا كانت الظُّرُوف المُحِيطة بالشعراء السعوديين لا تُبعِدهم عن الاتِّجاه الإسلامي، بل تجعلهم من مثقَّفيه وحمَلَة أفكاره والدُّعاة إليه، ويظهر ذلك واضحًا لدى هؤلاء الشعراء.
وقد تناوَل هذا الموضوعَ كثيرٌ من النقَّاد ودارِسِي الأدب العربي المعاصِر، وأبرزهم الدكتور حسن فهد الهُوَيمل، الذي أصدر كتابًا ضخمًا من 600 صفحة تحت عنوان "النزعة الإسلامية في الشعر السعودي المعاصِر".
ولم يقتصر الأمر عند هؤلاء الشعراء على تناوُل القضايا والأفكار الإسلامية في أبيات أو في قصيدة أو في قصائد، بل تجاوَزوا ذلك إلى إصدار دواوين حول المفاهيم الإسلامية وقضايا المسلمين، فأحمد محمد جمال له ديوان "طلائع" الذي يُمَثِّل مُيوله الإسلامية في معالَجة الظواهر الاجتماعية معالَجة إسلامية.
وللشاعر أحمد قنديل ديوانان يُفِيضان بالمشاعر الإسلامية هما "شاعر ومشاعر" و"مكَّتي قبلتي"، وللشاعر طاهر الزمخشري ديوان "لبَّيك"، وللشاعر محمد بن سعد الدبل ديوان "إسلاميات" و"أناشيد إسلامية" و"ملحمة نور الإسلام"، وللدكتور عدنان النحوي "ملحمة القسطنطينية" و"موكب النور"، وللشاعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي ديوان "يا أمَّة الإسلام" و"إلى أمَّتي"، وللشاعر محمد هاشم رشيد ديوان "في ظلال السماء"، وهذا غَيْض من فَيْض.
والذين لم يَخُصُّوا المفاهيم الإسلامية بديوان أكثر من ذلك بكثيرٍ، تناثرت قصائدهم الإسلامية في ثَنايا دواوينهم من أمثال حسن الصيرفي، وعبدالسلام حافظ، ومحمد بن عبدالله بليهد، وزاهر بن عوَّاض الألمعي، وأحمد فرح عقيلان، وأحمد إبراهيم الغزاوي... وهم يستعصون على الحصر.
وقد تناوَل هؤلاء الشعراء الأفكار الإسلامية من تمجيد القرآن الكريم، والدعوة إلى عقيدة التوحيد والإيمان بالغيب، وتسبيح الله، والدِّفاع عن العقيدة، والجهاد في سبيل الله، والعبادات وآثارها على الأفراد والمجتمع، ومدح الرسول - عليه السلام - وإبراز معجزاته، وأهميَّة الهجرة في إنشاء الدولة الإسلامية، وذكريات الأحداث الإسلامية من هجرة وغزوات وفتوحات.
كما أنهم عالَجُوا قضايا المسلِمين المعاصِرة، وشارَكُوهم في الضرَّاء والسرَّاء، وواكَبُوا ثوراتهم التحرُّرية، وكانوا دائمًا يُبرِزون الرُّوح الإسلامية المتأجِّجة في هذه الثَّوْرَات في فلسطين والجزائر وأفغانستان، ومصر ولبنان وباكستان وكشمير، والدعوة إلى الوَحْدَة الإسلامية والتضامُن الإسلامي، ومواساة المسلمين في الكوارث الطبيعية التي أصابَتْهم، كما كانت مواقفهم في القضايا الاجتماعية تنطلق من رأي الإسلام وموقفه منها، كقضايا المرأة والتَّرَف والأخلاق والزهد والعمل والمُسْكِرات والتمييز العنصري.
ولا بُدَّ من ذكْر بعض الأمثلة على تناوُل الشعراء السعوديين لهذه المفاهيم والقضايا الإسلامية؛ فالشاعر عبدالله بن خميس يعتزُّ بالإسلام، ويُعلِن رفضه لتلقِّي أيَّة أفكار أجنبية فيقول:
شَرَفِي - مَا عِشْتُ - أَنِّي مُسْلِمٌ نَسَبِي هَذَا وَهَذَا مَذْهَبِي لَسْتُ مِنْ (بِكِّينَ) أَسْتَوْحِي الهُدَى إِنَّمَا أَبْغِي الهُدَى مِنْ (يَثْرِبِ) |
والشاعر محمد صبحي يقول في الدعوة إلى الوحدة الإسلامية:
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ قَدْ وَضَحَ الأَمْ رُ فَخَلُّوا الجَفَا وَخَلُّوا الخِصَامَا وَتَعَالَوْا لِلاتِّحَادِ وَلَبُّوا دَاعِيَ الحَقِّ وَالزَمُوا الإِسْلاَمَا وَاسْتَفِيقُوا فَقَدْ دَهَتْنَا اللَّيَالِي إِنَّ فِيهَا مِنَ الأُمُورِ عِظَامَا |
وحسين النجمي الذي ساءَه أن يتمكَّن الصهاينة من احتلال كلِّ أرض فلسطين، وأن يطؤوا بأقدامهم المسجد الأقصى، تَثُور نفسه ويُعلِن رفضه لما آلَتْ إليه حال المسلمين:
أَفَنَرْضَى بِأَنْ تَدُوسَ يَهُودٌ بِمَكَانٍ لِسَيِّدِ الخَلْقِ مَسْرَى يَا حُمَاةَ الإِسْلاَمِ هَذَا زَمَانٌ قَابِضُ الدِّينِ فِيهِ يَقْبِضُ جَمْرَا |
وها هو الشاعر محمد علي السنوسي يُثِير الهِمَم ويُلهِب الحماسة في صدور أبناء أمَّته يدعوهم إلى الجهاد بالدم فيقول:
يَا أَخِي يَا أَخَا العُرُوبَةِ وَالإِسْ لاَمِ قُمْ نَنْفُضُ الأَسَى وَالحِدَادَا قُمْ بِنَا نَكْتُبُ البُطُولَةَ بِالدَّمْ مِ زَكِيًّا فَقَدْ سَئِمْنَا المِدَادَا أَنْتَ مِنْ أُمَّةٍ يَلَذُّ لَهَا المَوْ تُ كِفَاحًا عَنِ الحِمَى وَذِيادَا لَيْسَ إِلاَّ الجِهَادُ طَبْعًا لِصِهْيَوْ نٍ فَطُغْيَانُهَا تَمَادَى وَزَادَا |
والشاعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي يُخاطِب أمَّته الإسلامية:
يَا أُمَّةَ الإِسْلاَمِ فَجْرُكِ نَوَّرَا وَالرَّوْضُ فِي سَاحَاتِ مَجْدِكِ أَزْهَرَا يَا قُدْسَنَا المَحْبُوبَ عُذْرًا إِنَّنَا تُهْنَا عَلَى دَرْبِ الخِلاَفِ كَمَا تَرَى سَنَجِيءُ فِي ظِلِّ العَقِيدَةِ أُمَّةً مَرْفُوعَةَ الأَعْلاَمِ مُحْكَمَةَ العُرَى أَوَلَمْ يُبَشِّرْهَا الرَّسُولُ بِأَنَّهَا سَتَظَلُّ أَقْوَى فِي الوُجُودِ وَأَقْدَرَا |
فشاعرنا مُتفائِل بالنصر الذي بشَّر به الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - بقوله: ((لا تزال طائفةٌ من أمَّتي قائمة بأمر الله، لا يضرُّهم مَن خذلهم، أو خالَفَهم حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون على الناس)).
وهذا شاعرنا عدنان النحوي يجد أن اليقين والإحساس بالأمن لا يصمدان أمام كلِّ خَوْفٍ وفي وجه كلِّ ظلام إلا للمؤمن، فيقول:
عَجَبًا أَنْ تَرَى مَعَ الخَوْفِ أَمْنًا وَمَعَ اللَّيْلِ شُعْلَةً مِنْ يَقِينِ وَعَلَى الشَّوْكِ نَفْحَةً مِنْ نَدَى الصُّبْ حِ وَمِنْ رِقَّةٍ عَلَيْهِ وَلِينِ ذَاكَ لِلْمُؤْمِنِ الَّذِي صَحَّ مِنْهُ قَلْبُهُ أَوْ مَضَى بِعَزْمٍ أَمِينِ |
ويتعالَى تعالِي المؤمن عن كلِّ طأطأةِ رأسٍ لغير الله فيقول:
دَرْبِيَ الحَقُّ حَيْثُمَا سِرْتُ أَلْقَى قَبَسًا شَعَّ أَوْ هُدًى بِيَمِينِي مَا حَنَيْتُ الجَبِينَ إِلاَّ رُكُوعًا وَسُجُودًا للهِ فَهْوَ يَقِينِي |
ولن أزيد على ما سبق، فهذه أمثلة ونماذج لمئات أو آلاف الشواهد التي تؤكِّد ما ذهبتُ إليه من وضوح التوجُّه الإسلامي لدى الشُّعَراء السعوديين المعاصِرين، وليس إشارات عابِرَة في أشعارهم تحتاج إلى بَذْلِ جهد للعثور عليها.
· قول: شوفتك ترد الروح(محاضرة - مكتبة الألوكة)
· من أسرار الروح(كتاب ناطق - المكتبة الناطقة)
· يسألونك عن الروح(كتاب ناطق - المكتبة الناطقة) انتشال الروح(مقالة - حضارة الكلمة)
· صلاة الروح والبدن(مقالة - آفاق الشريعة)
· التسامح وإذكاء الروح الإيجابية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
· أفراح الروح في رمضان بالبلقان(مقالة - ثقافة ومعرفة)
1- الشعراء لم يحظوا بما يستحقون
د/بشير أبو لبن - السعودية 26/10/2010 09:12 PM
الاخ الأستاذ الكريم صدقي البيك
مقالة جيدة ومفيدة ولكنها اختصرت اختصارا مخلا ولم يحظ أي من الشعراء بما يستحقه وبالأخص الشاعر الدكتور عدنان النحوي الذي لم يذكر له سوى ملحمة واحدة وديوان واحد علما بأنه قد أبدع حوالي ثلاث عشرة ملحمة شعرية حسب المفهوم الإيماني لمصطلح الملحمة وكذلك حوالي سبعة دواوين شعرية هذا عدا القصائد الكثيرة التي لم يحويها ديوان ولا ملحمة حتى الان وسوى الكتب والدراسات الكثيرة في الادب الاسلامي ومؤلفاته الغزيرة في الدعوة الاسلامية والمنافحة عن قضايا الإسلام والمسلمين على كل أرض اسلامية.