ويمكرون ويمكر الله
صدقي البيك
إن الله لا يصلح عمل المفسدين، فهم كلما فكروا وقدروا وقعوا في خطايا أكبر من سابقاتها، ولن يسدد الله خطاهم ما داموا يضمرون السوء لأمتهم ويظهرون العداء لها ويتآمرون عليها مع عدوها ويبيتون لها الشر، وإذا كان كبيرهم قد تآمر عليها خفية مع العدو في حربه الوحشية التي شنها على القطاع، فها هو يتمادى حتى صار يجاهر في المحافل الدولية في ما لا يقدم عليه إلا أكابر الخونة، وذلك بحرصه على ما ينقذ الصهاينة ويفك عنهم ما كان يمكن أن يحيق بقادتهم المسؤولين عن الجرائم الحربية والإنسانية التي ارتكبوها بحق شعبه في غزة. وهذا ليس غريبا ولا بعيدا عنه، فقد هدده ليبرمان بالصوت والصورة وفي مؤتمر صحفي بكشف دوره في حرب غزة، وإلحاحه على إسرائيل أن تستمر في القتال حتى القضاء على حماس.
فهاهو ممثله في لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة يرتكب الخيانة ويقف في صف العدو ينافح عنه وينقذ قادته من الوقوف أمام العدالة، فيطلب تأجيل مناقشة تقرير إدانتهم الذي وضعه غولدستون. لقد ارتكب بذلك عباس وبطانة السوء التي أحاط نفسه بها من المفرّطين أمثاله بحقوق شعبهم، ارتكبوا خطيئة بل جريمة في حق دماء النساء والأطفال التي أريقت برضاهم وبتحريضهم عليها. ومن عجب أنهم يدعون أنهم يمثلون الشعب بزعم أنه انتخب عباس رئيسا ( على حين غفلة من جمهور هذا الشعب) وهم لا يعلمون أن الشعب قد تخلى عنهم وأعطى الزمام لمن يخدم الوطن وهو أهل لما يُحمّل من أعباء ومسؤوليات.
ولما كشف الله خبيئة أنفسهم وسوء أعمالهم تخلى عنهم وعن كبيرهم الأقربون، فمركزية فتح فتحت أعينها ورأت الحقيقة فاستنكرت، والحاضرون في رام الله من التنفيذية والمجلس الوطني رفضوا، والمنظمات التي كانت تداريه أو تعارضه على استحياء جاهرت بمسؤوليته، حتى حزب الشعب ندد بذلك، والشعبية والديموقراطية تجرأتا على تحميله المسؤولية في هذه الجريمة، كل ذلك إلى جانب الحركات المعارضة له صراحة. وبارزون من قادة فتح، حتى دحلان، بدؤوا يتقافزون من السفينة التي أوشكت تغرق وتركوها لربانها الأخرق، ولم يبق معه من مؤيديه وأنصاره إلا مستشار أحمق (كما وصفه زملاؤه) كان قد حمّل حماس مسؤولية الحرب التي شنتها إسرائيل على القطاع، فخرج يعلّم الناس بمهمات لجان التحقيق بأنها توضيح ما جرى؛ لتبرير فعلتهم الشنيعة، وممثل في التنفيذية الذي لا يُدرى من هم الذين يمثلهم بعد أن نبذه تنظيمه، ورئيس وزارته غير الشرعية الذي يمثل في المجلس التشريعي، مع نائبة أخرى تخلت عنه، 2,5 % من نصف القوة الانتخابية في الضفة والقطاع.
وهذه العصابة في الحقيقة تمثل المحتل وتخدم مصالحه وتنفذ أوامر أمريكا. وهاهي رام الله تشهد لأول مرة تظاهرة تهتف في وجه المتحكمين برقاب الشعب وتطالب بمحاسبة المسؤولين عن هذه الخيانة السافرة، هذا مع أن حماس لم تظهر لها رايات في هذه التظاهرة، فلعل قوات الأمن التي تنسق مع العدو وتحرس قادته حين يتجولون في شوارع بيت لحم، تمنع هذه الرايات من الظهور، كما فعلت قبل أيام أمام البوابة التي دخلت منها الأخوات الأسيرات اللاتي حررتهن حماس.
فيا من تظاهرتم من الجماهير، ويا من تنصّلتم من فتح من هذه الجريمة، ويا من ندمتم من الحركات والمنظمات على ما سبق لكم أن سكتم عنه، ويا أعضاء الجماعات الإنسانية، ويا من كذّبتم من العرب والمسلمين ادعاءات أعوانه... أينطلي عليكم إعلانه تحمل المسؤولية ثم يبقى يدير دفة السفينة إلى الهاوية؟ لقد بلغ سيل خيانته لشعبه الزبى، أفتقبلون منه مجرد الاعتراف أو الاعتذار؟ لا، بل لا بد من أن يتحمل المسؤولية قولا وفعلا، وأن يعلم أنه لم يبق يمثل شعبا ولا تنظيما ولا حركة ولا منظمة، فما عليه إلا أن يُسقط نفسه قبل أن تسقطه الجماهير بعد أن سقط من عيونهم وقلوبهم، ولن تستجيب له إسرائيل بقصف أهل الضفة كما لم تستجب له في حرب غزة، ولن تحميه قوات دايتون المأجورة ( التي تمثل الفلسطيني الجديد حسب زعم دايتون) كما لم تستطع عشرات الآلاف منهم حماية سلطته في القطاع.
بأي عين يمكن أن يقف أمام الجماهير بعد حدوث ما حدث؟ أيقف وينثر عليهم مال مساعدات أمريكا ومال الجمارك التي تجبيها له إسرائيل؟ أيمكن أن تتلهى هذه الجماهير بجمع فتات الدولارات وتنسى التفريط بقضيتها؟ إن الجماهير أوعى من ذلك وقد فتحت أعينها على الحقيقة المؤلمة التي كانت خافية عليها.
وأخشى ما أخشاه أن يركب رأسه ويصر على البقاء لخدمة دايتون وإسرائيل وأمريكا، فيتحطم الأمل بتحقيق المصالحة الوطنية بين فتح بشرفائها وبين حماس، وإلا فلا بد ألا يحضر أحد هؤلاء المشاركين في الخيانة من الرئيس وحاشيته بطانة السوء، توقيع المصالحة.
فهاهو ممثله في لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة يرتكب الخيانة ويقف في صف العدو ينافح عنه وينقذ قادته من الوقوف أمام العدالة، فيطلب تأجيل مناقشة تقرير إدانتهم الذي وضعه غولدستون. لقد ارتكب بذلك عباس وبطانة السوء التي أحاط نفسه بها من المفرّطين أمثاله بحقوق شعبهم، ارتكبوا خطيئة بل جريمة في حق دماء النساء والأطفال التي أريقت برضاهم وبتحريضهم عليها. ومن عجب أنهم يدعون أنهم يمثلون الشعب بزعم أنه انتخب عباس رئيسا ( على حين غفلة من جمهور هذا الشعب) وهم لا يعلمون أن الشعب قد تخلى عنهم وأعطى الزمام لمن يخدم الوطن وهو أهل لما يُحمّل من أعباء ومسؤوليات.
ولما كشف الله خبيئة أنفسهم وسوء أعمالهم تخلى عنهم وعن كبيرهم الأقربون، فمركزية فتح فتحت أعينها ورأت الحقيقة فاستنكرت، والحاضرون في رام الله من التنفيذية والمجلس الوطني رفضوا، والمنظمات التي كانت تداريه أو تعارضه على استحياء جاهرت بمسؤوليته، حتى حزب الشعب ندد بذلك، والشعبية والديموقراطية تجرأتا على تحميله المسؤولية في هذه الجريمة، كل ذلك إلى جانب الحركات المعارضة له صراحة. وبارزون من قادة فتح، حتى دحلان، بدؤوا يتقافزون من السفينة التي أوشكت تغرق وتركوها لربانها الأخرق، ولم يبق معه من مؤيديه وأنصاره إلا مستشار أحمق (كما وصفه زملاؤه) كان قد حمّل حماس مسؤولية الحرب التي شنتها إسرائيل على القطاع، فخرج يعلّم الناس بمهمات لجان التحقيق بأنها توضيح ما جرى؛ لتبرير فعلتهم الشنيعة، وممثل في التنفيذية الذي لا يُدرى من هم الذين يمثلهم بعد أن نبذه تنظيمه، ورئيس وزارته غير الشرعية الذي يمثل في المجلس التشريعي، مع نائبة أخرى تخلت عنه، 2,5 % من نصف القوة الانتخابية في الضفة والقطاع.
وهذه العصابة في الحقيقة تمثل المحتل وتخدم مصالحه وتنفذ أوامر أمريكا. وهاهي رام الله تشهد لأول مرة تظاهرة تهتف في وجه المتحكمين برقاب الشعب وتطالب بمحاسبة المسؤولين عن هذه الخيانة السافرة، هذا مع أن حماس لم تظهر لها رايات في هذه التظاهرة، فلعل قوات الأمن التي تنسق مع العدو وتحرس قادته حين يتجولون في شوارع بيت لحم، تمنع هذه الرايات من الظهور، كما فعلت قبل أيام أمام البوابة التي دخلت منها الأخوات الأسيرات اللاتي حررتهن حماس.
فيا من تظاهرتم من الجماهير، ويا من تنصّلتم من فتح من هذه الجريمة، ويا من ندمتم من الحركات والمنظمات على ما سبق لكم أن سكتم عنه، ويا أعضاء الجماعات الإنسانية، ويا من كذّبتم من العرب والمسلمين ادعاءات أعوانه... أينطلي عليكم إعلانه تحمل المسؤولية ثم يبقى يدير دفة السفينة إلى الهاوية؟ لقد بلغ سيل خيانته لشعبه الزبى، أفتقبلون منه مجرد الاعتراف أو الاعتذار؟ لا، بل لا بد من أن يتحمل المسؤولية قولا وفعلا، وأن يعلم أنه لم يبق يمثل شعبا ولا تنظيما ولا حركة ولا منظمة، فما عليه إلا أن يُسقط نفسه قبل أن تسقطه الجماهير بعد أن سقط من عيونهم وقلوبهم، ولن تستجيب له إسرائيل بقصف أهل الضفة كما لم تستجب له في حرب غزة، ولن تحميه قوات دايتون المأجورة ( التي تمثل الفلسطيني الجديد حسب زعم دايتون) كما لم تستطع عشرات الآلاف منهم حماية سلطته في القطاع.
بأي عين يمكن أن يقف أمام الجماهير بعد حدوث ما حدث؟ أيقف وينثر عليهم مال مساعدات أمريكا ومال الجمارك التي تجبيها له إسرائيل؟ أيمكن أن تتلهى هذه الجماهير بجمع فتات الدولارات وتنسى التفريط بقضيتها؟ إن الجماهير أوعى من ذلك وقد فتحت أعينها على الحقيقة المؤلمة التي كانت خافية عليها.
وأخشى ما أخشاه أن يركب رأسه ويصر على البقاء لخدمة دايتون وإسرائيل وأمريكا، فيتحطم الأمل بتحقيق المصالحة الوطنية بين فتح بشرفائها وبين حماس، وإلا فلا بد ألا يحضر أحد هؤلاء المشاركين في الخيانة من الرئيس وحاشيته بطانة السوء، توقيع المصالحة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق