السبت، 25 مارس 2006
الخميس، 23 مارس 2006
ملاحظات على بحث الأستاذ عبيد الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
تلقيت دراستك الأولى والثانية حول الترتيب الجديد للحروف العربية في الأبجدية التي تعطي فيها قيما عددية للحروف (حساب الجمل)، وربطك لهذا الترتيب الجديد بالإعجاز العددي للقرآن الكريم، وعكفت على دراسته بتأن، وصلت إلى الملاحظات التالية:
1- لم تعرّف مصطلحات الحروف الجامدة والرخوة والمنسوخة، وهذه مصطلحات جديدة جديرة بالتحديد.(وإن كدت أفهم أن الجامدة لا يوجد ما يماثلها وأن الرخوة هناك ما يماثلها بزيادة نقط عليها، أي إعجامها). ومع ذلك أجد أن النون لا تماثلها ب ت ث والقاف لا تماثلها ف ، وهذا في أشكال ورسوم الحروف كما هي عندنا الآن، ولا أدري ما أشكالها قبل أن تعجم وفي رسم المصحف في القرن الهجري الأول.
2- إن إدخالك حرفي الواو والدال في المجموعة الأولى والثانية أخرج المجموعتين من أن تكونا تمثلان الحروف المقطعة (النورانية) في أوائل بعض السور القرآنية.
3- تقول " وجعل حرف الواو وحرف الدال عقدة للمعجزة". إن العقدة إشكال أو عقبة في التدليل على المعجزة أو على أي مفهوم تذكر معه، إلا إذا كنت تريد بهذه الكلمة شيئا آخر.
4- رتبت في رسالتك الثانية الحروف الجامدة والرخوة بشكل مختلف عن ترتيبهما في الرسالة الأولى ( وهو اعتباطي في المرتين)، فلا هو هجائي ولا أبجدي قديم ولا حسب ورودها في أوائل السور في المصحف.
5- إنك اعتمدت في ترتيبك على إحصاء الجذور للكلمات القرآنية في كتاب" المعجم المفهرس" كما أظن، ولكن هذا المعجم لم يكن دقيقا في إحصاء بعض الجذور. وأنت لم تحدد المقصود من الجذور أهي جذور الأفعال والأسماء المعربة فقط، أم تشمل جذور الأسماع المبنية الثلاثي والثنائية والمكونة من حرف واحد؟ وهل تعتد بالحروف كثرت أو قلت حروفها الهجائية؟ وتحديد هذه الأمور أساسي في عملية الإحصاء!
6- ترتيبك هذا دفعني إلى إحصاء الجذور الواردة في كل حرف من الحروف التي رتب عليها المعجم المفهرس( وهو في الغالب يضع فاصلا بين كل جذر وآخر) ووجدت الإحصاءات( الأولية) التالية:
الهمزة لم أحصها لكثرتها س 111 / ن 107/ ع 105 / ح 99/ ر 89/ ق 80/ و78/ م 76/ ص 62/ ك 60 / ل 58 / هـ 51 / د 48 / ط 37 / ي 22 //
ب 86 / ف 73 / ج 72 / خ71 / ش 63 / غ 48 / ز 42 / ض 25 / ت 23 / ث 23 / ذ 23 / ظ 7.
7- هذا الترتيب التنازلي صحيح إذا كانت الفهرسة دقيقة وسليمة، ولكن لا بد من التزام دقيق بمنهج الجذور حسب مفهوم محدد، فإذا اقتصر الإحصاء على جذور الأفعال والأسماء المعربة فقط التزم ذلك في كل الحروف. ولكني وجدت المعجم المفهرس يفهرس أحيانا أسماء إشارة وأحيانا لا يفهرس أخرى، وفهرس حرف ها التنبيه وليت ولعل ولم يفهرس كأن ولكن وبل وبلى وحتى وفهرس الضمير هي (هيه) ولم يفهرس هو، هما، هم، هن. وفهرس هاتين وهذان في حرف الهاء ( ومن حقهما الفهرسة في حفي التاء والذال) ولم يفهرس هذا وهذه، وفهرس هؤلاء في الهمزة (وهذا مكانها الطبيعي). وفرس اللائي واللاتي واللذان في حرف الألف ولم يفهرس الذي والتي ومن حقها أن تفهرس في اللام، وفهرس ألم والر وألمر وألمص وحم وطس وطسم وكهيعص ... وأحصى كأين ولم يحص كم.
8- فإذا أسقطنا من حرف الهاء إحصاء ها وهاتين وهذان وههنا وهيه مثلا قل عدد جذور الهاء عن عدد جذور الدال(46).
وفي حرف التاء هناك زيادة (تلك) وتارة وهي من جذر التوراة فبحذفهما يبقى للتاء 21 جذرا وهذا أقل من عدد جذور الثاء.
وهكذا أجد أن هذه الإحصاءات تحتاج إلى دقة وإعادة نظر.
9- وفي التطبيقات كانت هناك عمليات انتقائية، فأنت لم تقتصر على كلمات من القرآن الكريم فذكرت كلمات (عاصمة وراحة اليد" والأولى الكف" وفتر وشبر وقدم"وحدة قياس " ومدية وخنجر وديوان...) فلم يبق لهذه التطبيقات علاقة بالإعجاز القرآني.
10- وكذلك اخترت كلمات لغوية انتقائياً وكذلك ترتيبها فلم تذكر الضيعة أو الهجرة أو العزبة ولا الساعة، وهناك أعضاء للإنسان كثيرة لم تذكرها أو أجزاء من الأعضاء:مرفق، عضد، كف، كعب، ركبة، فخذ، ساق..وترتيب السكين بعد الخنجر والحسام قبل الساطور غير منطقي.. ولم تذكر المشرط والمقص وكلام كثير يدخل إليك عبره المعترضون.
ومع ذلك فإن صلة كل هذا بالإعجاز القرآني غير متينة، فليس هناك إلا أساس الترتيب الأبجدي عندك فقط يعتمد على ورود جذور كلمات مبدوءة بهذه الحروف في القرآن حسب هذا الترتيب، إن صحت هذه الإحصاءات.
وأخيراً أتمنى لك الخير والتوفيق والوصول إلى أسس ونتائج صحيحة سليمة تقف في وجه الاعتراضات، وهذا كله يحتاج إلى جلد وصبر ودقة إحصاءات.
وفقك الله إلى ما فيه خير للقرآن والإسلام والمسلمين.
صدقي البيك
الأربعاء، 22 مارس 2006
رسالة إلى الكحيل
وعليكم السلام ورحمة اله وبركاته وبعد
قرأت رسالتك إلي وسعدت بها وبمضمونها، وذكرني اسمكم الكريم بالشيخ الجليل الأستاذ سعيد الكحيل ، وأنا لا أزال أتخيله بجبته وعمامته البيضاء وابتسامته العذبة وقلبه الطيب، وما أدري أأطلب منك أن تبلغه تحياتي أم أترحم عليه؟ ولا أدري أيضاً أهو والدك أم أحد أقاربك؟ لقد كنت ألتقي معه في مكتبة المرحوم أحمد علوان إذ كنا مع كثيرين من روادها، فأنا من المقيمين في حمص حتى عام 1980 حين غادرت إلى السعودية للعمل مدرسا فيها وأنا الآن أعمل محررا في مجلة المستقبل الإسلامي في الرياض، ولي موقع بسيط فيه بعض ما نشرته من مقالات وسيرتي الذاتية.
Sedqialbaik.blogspot.com
سبق لي أن اطلعت على بعض ما نشرته في موقع الأرقام من أبحاث حول الإعجاز العددي في القرآن الكريم وأعجبني ذلك منك. وحين أعلمتني بأن لك موقعاً سارعت إلى دخوله فأعجبني تعدد جوانب الإعجاز فيه وكثرة كتبك التي نشرتها، وأسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتك يوم القيامة. وأنا أدخل إليه بين حين وحين، وأقرأ فيه.
وقد وجدت في أبحاثك عن الكلمات أنك تفصل واو العطف عما بعدها وتعدها كلمة مستقلة! كما أنك عللت ذلك في مقالتك المنشورة في موقع الأرقام (ضوابط الإعجاز العددي) بقولك "والسبب في ذلك هو أن النظام الرقمي الذي سنراه ونلمسه والقائم على الرقم سبعة لا ينضبط إلا على هذا الأساس) وهذا يعني أن المعطيات والأسس التي انطلقت منها اعتمدت على النتائج، وهذا غير منطقي، فالمنطق يقتضي أن تعتمد النتائج على الأسس والمعطيات. ثم إن الصورة التي ذكرت أنها لمصحف كما كتب في عهد الرسول عليه السلام، لم تظهر. مع العلم أن اللغة العربية لم تكتب فيها كلمة واحدة مستقلة مؤلفة من حرف هجائي واحد.
تحياتي لك ولكل من يعمل معك في الموقع أو في الإحصاءات.
أخوك صدقي البيك - الرياض
السبت، 24 ديسمبر 2005
الانتفاضة الأولى : أسبابها، مراحلها، وسائلها، نتائجها، 1407- 1414هـ 1987- 1994م
صدقي البيك
فلسطين التي كتب الله عليها أن تكون أرض الملاحم، وأن تكون أرض الرباط إلى يوم القيامة؛ ابتليت في أوائل القرن العشرين بوباءين هما: الاستعمار والصهيونية، يدعم أحدهما الآخر ويعتمد عليه. وتصدى أهل فلسطين لهذين العدوين اللدودين بكل أنواع التصدي، من إضرابات ومظاهرات وثورات، يأخذ بعضها برقاب بعض، لم تثن عزيمتهم في ذلك كله عظمة بريطانيا، ولاخبث الصهيونية ودهائها، وتحمل شعب فلسطين الأذى من الاستعمار، والتمدد السرطاني من الاستيطان اليهودي؛ حتى إذا قامت للصهاينة دولة عام (1948م)، على رغم تدخل الجيوش العربية للحيلولة دون ذلك، وأكملت الصهيونية احتلال فلسطين عام (1967م)، لم يتوان الشعب عن الاستمرار في المقاومة المسلحة، مع كل ما بذلته إسرائيل بجبروت جيشها من قتل واعتقال وتهديم للبيوت وشق للطرقات وتجريف للأرض، وقلع للأشجار؛ حتى إذا أخرجت المقاومة الفلسطينية من لبنان، وتوقع العالم أن يغلب اليأس على النفوس، ويدفعها الإحباط إلى الخنوع والركود والاستسلام، انطلقت الانتفاضة الأولى في 8-12-1987م.
كان انطلاقها لعوامل أساسية عديدة منها:
1 انعدام أي أمل في حل القضية، بعد أن عقدت اتفاقية كامب ديفيد التي أخرجت من ميدان المعركة والحسم العسكري أكبر دولة عربية.
2 اتساع إنشاء المستوطنات الإسرائيلية على أرض الضفة الغربية، وقطاع غزة.
3 إدراك الفلسطينيين أن أطروحات السلام ما هي إلا أضغاث أحلام.
4 توسع الهجرة اليهودية من الاتحاد السوفيتي.
5 توجه قيادة المنظمة إلى القبول بالقرارات الدولية، وبالحل السلمي مع الاستجابة لكل المطالب التي تتقدم بها أمريكا الدولة الداعمة لإسرائيل، بعد أن أبعدت من لبنان، وفرض عليها الحصار.
6 إحساس الفلسطينيين أن الأشقاء تخلوا عنهم، وتركوهم وحيدين في مواجهة إسرائيل، وفرض سياسة التجويع عليهم، وجعل الاقتصاد الفلسطيني عالة على المجتمع الإسرائيلي.
لهذه الأسباب وغيرها بدأت تجري هنا وهناك أعمال فدائية فردية توقع القتل أو الجرح في أفراد من المجتمع الصهيوني؛ كحادثة طعن اليهودي (شلومو تاكال) من مستوطنة (بيت يام)، في ساحة التاكسيات في غزة (ميدان فلسطين) يوم الأحد 6-12-1987م، وقام الجيش الإسرائيلي باحتجاز حوالي خمسمائة شخص، أطلق سراحهم بعد حين، وتم تطويق المنطقة.
كانت الشرارة التي أشعلت فتيل الانتفاضة الأولى إقدام أحد أقارب اليهودي المطعون، وهو سائق سيارة شحن مقطورة، على صدم متعمد لسيارتين من سيارات العمال الفلسطينيين العائدين من عملهم داخل الخط الأخضر (الأرض المحتلة عام 1948م)، وذلك مساء يوم الثلاثاء 8-12-1987م، وهذا أدى إلى قتل أربعة وجرح تسعة آخرين، وقد أشار مؤلفا كتاب "انتفاضة" الإسرائيليان: رئيف شيف وزميله إلى أن هذه الحادثة مدبرة، قالا: "ومما يدل على أن الحادث مدبر، ومخطط له: وجود سيارة ذات نمرة صفراء شبيهة بسيارات المخابرات الإسرائيلية بجوار الحادث، ركبها السائق الإسرائيلي بعد حادث الصدم، وانطلقت به... ولم يحاكم إلا بعد عشرين شهراً!!".
وما إن سمع الشباب بجريمة الشاحنة حتى بدأت مكبرات الصوت في الجامعة الإسلامية بغزة تطالب بالتوجه إلى المستشفى للتبرع بالدم.
وفي صباح يوم الأربعاء بدأت التظاهرات العارمة بعد صلاة الفجر من مسجد مخيم جباليا، واتجهت إلى مقر الحاكم العسكري، ورجمته الجماهير بالحجارة، كما رجموا مركز الشرطة، وتصدى لهم الجنود الصهاينة بالرصاص، والغازات المسيلة للدموع؛ فسقط شهيد جديد وجرح سبعة وعشرون، وأحرقت سيارتا جيب إسرائيليتان، ثم خرجت جنازة الشهيد بهتافات "الله أكبر"، وانتقلت الأخبار إلى سائر مدن ومخيمات القطاع وانطلقت التظاهرات أيضاً في حي الشجاعية ورفح، وبذلك كان هذا اليوم الأربعاء 9-12-1987م بداية للانتفاضة التي تواصلت يوماً بعد يوم ومدينة بعد مدينة؛ حتى شملت القطاع كله، والضفة الغربية، وامتدت شهراً بعد شهر، وسنة بعد أخرى؛ حتى أكملت سبع سنين.
ففي يوم الخميس استمرت التظاهرات في مدن القطاع ومخيماته، وامتدت إلى نابلس في الضفة، وإلى مخيم بلاطة المجاور لها، وإلى مخيم قلنديا..
وجاء يوم الجمعة فعمت التظاهرات بعد الصلاة كل مدن القطاع والضفة والمخيمات، ووزعت منذ الصباح المنشورات والبيانات، وكان أول بيان ينزل إلى الميدان البيان الأول لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في 11-12-1987م وهو الذي أطلق على هذه الحركة الجماهيرية مصطلح "الانتفاضة" "...لقد جاءت انتفاضة شعبنا المرابط في الأرض المحتلة رفضاً لكل الاحتلال... وسياسة انتزاع الأراضي... وسياسة القهر..." "من بيان حماس الأول".
مع اتساع نطاق الانتفاضة مكاناً وزماناً؛ شارك فيها كل القوى العاملة التي يضمها المجتمع الفلسطيني من فتح، وحركة المقاومة الإسلامية حماس، وحركة الجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية، والجبهة الديموقراطية، وغيرها، ومن يؤيد هذه الحركات، ومن لايؤيد أحداً منها!! فقد كانت ثورة عارمة شارك فيها كل فلسطيني بيده أو بلسانه... وتمثلت هذه الحركات في تيارين "حركة المقاومة الإسلامية" التي أصدرت بيانها الأول ووزعته في 11-12-1987، و"القيادة الوطنية الموحدة" التي صدر بيانها الأول في 1-4-1988م.
وإذا كانت هذه القوى كلها قد شاركت في أحداث الانتفاضة اللاحقة؛ فإن انطلاقها لم يكن من تخطيط فئة واحدة من هذه القوى، ولم يزعم أحد الأطراف أنه خطط لها قبل انطلاقها، فقد كان انطلاقها عفوياً، وكان أسرع من تجاوب معها وحرك جماهيرها هو التيار الإسلامي المتجذر في مدن فلسطين ومخيماتها وجامعاتها، وشهدت أيام الانتفاضة الأولى ميلاد حركة "حماس" التي ولدت حركة ضخمة واسعة الانتشار، جيدة التنظيم مشبعة بالفكر، مفعمة بالحماسة.
كانت الانتفاضة بهذا الاتساع المكاني، والامتداد الزماني والشمول، والتنوع في الأساليب من الحجر والشعار على الجدران إلى التظاهر الصاخب العنيف، والقنابل الحارقة، والكمائن، والرصاص، والعمليات الاستشهادية مفاجأة مذهلة لإسرائيل وقادتها السياسيين والعسكريين الذين ظنوا أن سنوات القهر، وإخراج المقاومة الفلسطينية من لبنان قد حطم روح الجهاد في الشعب الفلسطيني. يقول زئيف شيف في كتابه (انتفاضة): "إن الفلسطينيين فاجؤوا إسرائيل بفتحهم جبهة جديدة ضدها.. عنف مدني شعبي ولم يكن الجيش الإسرائيلي على استعداد لذلك... فلم تكن لديه التجهيزات الملائمة لمواجهة هذه الجبهة، وقد انكشفت إسرائيل بضعفها بغتة في الخارج ولسكانها على حد سواء!! وكانت المفاجأة في شمول الانتفاضة لجميع فئات السكان شباباً وشيباً، نساء وأولاداً ورجالاً قرويين، ومدنيين، متدينين، وعلمانيين... وهذه المفاجأة كانت أعنف من مفاجأتها بحرب يوم الغفران، فإسرائيل لم تستطع ملاحظة ما يجري داخل بيتها، وفي غرفة نومها".
واستمرت الانتفاضة، وخيبت كل ظنون الخبراء الإسرائيليين والمحللين العرب وبعض القياديين الفلسطينيين بأنها قد تستمر ثلاثة أشهر ثم تتوقف ثم تعود بعد سنة أو سنتين للاندلاع من جديد!! خيبت ظنونهم، وكشفت خطأ تحليلاتهم وتوقعاتهم فاستمرت شهوراً وسنة وسنوات؛ حتى بلغت سبع سنين، تخف هنا لتشتد هناك، وتهدأ في مدينة لتلتهب في أخرى؛ حتى جن جنون قيادة إسرائيل، وتمنت لو أن البحر يبتلع غزة بمن فيها ليستريح إسحاق رابين من مصيبته فيها، ودفعته إلى أن يأمر جنوده بتكسير عظام أيدي رماة الحجارة، وكان للمشهد الذي التقطته أجهزة التصوير التلفزيوني الغربية لجنود صهاينة يكسرون أيدي بعض الشباب بالحجارة الكبيرة دوي هائل في سمع الرأي العام العالمي.
مرت الانتفاضة عبر مسيرتها بعدة مراحل هي:
"مرحلة المواجهة الجماهيرية الشاملة" حيث الإضرابات العامة، والتظاهرات العارمة، ورجم الجنود ومراكز الأمن بالحجارة والزجاجات الحارقة، وزرع المسامير في طريق سيارات الصهاينة، وخرق منع التجول، والعصيان المدني. وفي هذه المرحلة عبئت الجماهير فكرياً ونفسياً وعاطفياً للقيام بهذا المجهود، وألحقت الانتفاضة في هذه المرحلة خسائر اقتصادية بالمحتل الإسرائيلي.
مرحلة "المواجهة مع تنامي التكتيكات الموازية": لجأت الانتفاضة إلى مقاطعة الإدارة المدنية الإسرائيلية، واستقالة الموظفين الفلسطينيين من دوائر الاحتلال، وملء الفراغ المؤسساتي هذا بإدارة شؤون الشعب الفلسطيني المدنية بعيداً عن وجود الإدارة الإسرائيلية، مع استمرار التظاهرات والاشتباكات.
اتسمت هذه المرحلة بتراجع النشاطات الجماهيرية، وتنامي العمليات المسلحة التي يقوم بها أفراد متميزون في التنظيمات الفلسطينية، وقد بدأ هذا النوع من المواجهة بالتصاعد المنظم من أوائل عام (1992م)، وذلك بسبب توجه قيادة المنظمة إلى الانغماس في مؤتمر مدريد للسلام.
شهدت هذه المرحلة عمليات متطورة نوعياً هزت الكيان الإسرائيلي هزاً عنيفاً، وشغلت النظام الدولي؛ حتى إنها أدت إلى إيقاف المفاوضات الثنائية التي نجمت عن مؤتمر مدريد. وكان أبرز هذه العمليات: ما قامت به حماس من اختطاف الجندي الإسرائيلي (آفي ساسبورقس) في شباط (1989م) من العمق الإسرائيلي، ثم اختطاف الجندي (إيلان سعدون) في أيار (1989م)، واختطاف الجندي (نسيم توليدانو) في كانون الأول (1992م)، وكان لهذا الحدث الأخير وغيره وقع أليم على السلطات الإسرائيلية، فقد عاشت الضفة والقطاع أجواء حرب حقيقية في أعقاب سلسلة العمليات التي نفذتها حماس بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الانتفاضة؛ فاتخذت إسرائيل قراراً بإبعاد جماعي للمسؤولين في حركة حماس في الضفة والقطاع وبعض قادة حركة الجهاد الإسلامي، فأبعدت في يوم 17-12-1992م (415) معتقلاً، مقيدي الأيدي، ومغمضي العيون، وألقت بهم عبر الحدود إلى لبنان في مكان نال شهرة بعد ذلك هو: مرج الزهور؛ حيث أصر المبعدون على البقاء فيه، ودخلت قضية إبعادهم المحافل الدولية، وناقشها مجلس الأمن الدولي، واستعملت أمريكا كعادتها، حق الفيتو بعد أن أعلنت إسرائيل موافقتها على إعادتهم بعد سنة، كما توقفت المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين خمسة أشهر.
ولكن هل أثرّ هذا الإبعاد على الأحداث في فلسطين؟
نعم؛ ولكن بغير ماكانت تريد إسرائيل؛ فقد أدى ذلك إلى تصاعد العمليات لا إنهائها ففتحت تصفية ضابط الشاباك الإسرائيلي في بيت لحم (حاييم نحمافي)، وقتل جنديان قرب الخضيرة عندما حاول المجاهدون أسرهما، وقصفت سيارة جيب إسرائيلية قرب مستوطنة جافي طال فقتل جنديان وهرب ثالث، ودهس ضابطا صف قرب نابلس فقتلا...
وتمت باكورة العمليات الاستشهادية عندما فجر المجاهد (ساهر حمد الله التمام) سيارته بين حافلتين عسكريتين تقلان جنوداً صهاينة أمام مقهى (فليج إن) في مستوطنة ميحولا في غور الأردن... وهذا قليل من كثير من الأعمال البطولية التي أقضت مضجع إسرائيل، ودفعت قادتها إلى التفكير في الإنسحاب من غزة ولو من طرف واحد!! إذا لم يتم الاتفاق مع المنظمة على خطوات حل.
وقد تحمل الشعب الفلسطيني من المعاناة، والأذى، والقتل، والاعتقال، والتعذيب ما تنوء به دول، ومع ذلك لم يفت ذلك في عزم الجماهير، فصبروا على المكاره؛ متمثلين قول الله تعالى
استعمل رجال الانتفاضة أساليب مختلفة، ووسائل شتى في انتفاضتهم، منها: الشعارات على الجدران أو في اللافتات، والتظاهرات، وتشييع الجنائز، والمنشورات، والإضراب، والاستقالات من العمل لدى الإسرائيليين، والكمائن، وقتل الجواسيس المتعاونين مع العدو الصهيوني، واختطاف الجنود، والعمليات الاستشهادية.
وقد حارت أجهزة الأمن الإسرائيلية في مواجهة الانتفاضة، وأسقط في أيدي قادتها، فجيشهم مدرب على مقابلة الجيوش الجرارة، والعمل في ساحات القتال، ومجهز بالطائرات والدبابات والصواريخ؛ لمواجهة مثيلها، فهل يستعملها في مواجهة رماة الحجارة أو المتظاهرين أو المضربين أو الاستشهاديين؟!
ومع ذلك فقد تفننوا في استعمال وسائل القمع، ووسائل الرد على وسائل الانتفاضة؛ فطمسوا الشعارات وكتبوا أخرى، وتصدوا بالرصاص المطاطي والحي، واقتحموا المنازل، وحظروا التجول، وألقوا قنابل الغاز المسيل للدموع، وضربوا بالهراوات ورجموا براجمات الحجارة!! وكسروا العظام، واستعملوا دروعاً بشرية من الفلسطينيين لمواجهة التظاهرات ورماة الحجارة، وخلعوا أبواب المحلات التجارية، أو أغلقوا بعضها بلحام الأوكسجين، وهدموا المنازل، وقلعوا الأشجار...
ومع كل هذه الأساليب الجهنمية، والوسائل القاسية التي استعملتها إسرائيل في مواجهة الانتفاضة لم تلن قناة الشعب الفلسطيني، وصمد بالصدور العارية، والزنود القوية، والقلوب الجريئة في مقارعة الدولة التي تتحدى دولاً!!
في سنوات الانتفاضة، وفي الوقت الذي كان الشعب فيه يجاهد ويراق دمه؛ جرت مفاوضات علنية في مؤتمر مدريد 30-10-1991م، ثم مفاوضات ثنائية في نيويورك امتدت من شهر 11-1991م، إلى شهر 10-94م، وأخرى سرية بين بعض قادة منظمة التحرير الفلسطينية وبين شمعون بيريز في أوسلو عاصمة النرويج، واستيقظ الناس في 30-آب-1993م على إعلان اتفاق أوسلو، ووقع عليه في واشنطن برعاية الرئيس كلينتون في 13-9-1993م على أنه اتفاق إعلان مبادئ، يخلص إسرائيل من ورطتها في مواجهة الانتفاضة، ويقدم للطرف الفلسطيني نتفاً من الأرض الفلسطينية، كما تم توقيع اتفاق "الحكم الذاتي في غزة وأريحا أولاً" في القاهرة في 4-5-1994م، وسمح للسلطة الفلسطينية بالدخول إلى أريحا وقطاع غزة، في الشهر نفسه، ثم دخل رئيس المنظمة الرئيس ياسر عرفات إلى غزة في تموز (1994م).
وبذلك توقفت الانتفاضة الأولى؛ لأن أي تحرك بعد الآن يقوم به المجاهدون سيقف في وجهه أجهزة الأمن الفلسطينية التي كانت مهمتها الأساسية حفظ الأمن (الإسرائيلي)، كما توهم بعض أجنحة الانتفاضة أن البلاد تحررت من إسرائيل، وأنها ستكمل انسحابها من الضفة وغزة، وتخلي المستوطنات، ويعود النازحون واللاجئون!!
كانت أهداف الانتفاضة متعددة، وأهمها: حمل قوات الاحتلال الإسرائيلي على الانسحاب من المناطق المحتلة عام (1967م)، إضافة إلى ماكانت تشير إليه بيانات حماس من أن أرض فلسطين تمتد من البحر إلى النهر، وهناك أهداف مرحلية منها: إطلاق سراح المعتقلين، وإلغاء الاستيطان، والسيادة الفلسطينية... وقد وصلت الانتفاضة إلى حد إعلان كبار المسؤولين الإسرائيليين عن رغبتهم في الانسحاب من غزة من طرف واحد (من غير اتفاق مع المنظمة) للتخلص من المعاناة التي كانت قوات الجيش الإسرائيلي تقاسيها، وللخروج من المخاضة التي غاصت فيها أقدامهم، فهل حقق اتفاق أوسلو شيئاً من أهداف الانتفاضة المرحلية؟
كان أمر دخول السلطة إلى غزة وأريحا، ثم إلى سائر المدن الفلسطينية وبعض القرى، مظهراً موهماً بالانسحاب الإسرائيلي ودخول السيادة الفلسطينية؛ ولكن الذي ظهر حقيقة حتى بعد سبع سنوات من توقف الانتفاضة ودخول رجال أمن السلطة، أن هذه السيادة الفلسطينية منقوصة؛ بل هي معدومة في منطقة (ب) التي تديرها مدنياً، ولا وجود لها في منطقة (ج) ولا إدارة مدنية أيضاً، وكذلك لاوجود لهذه السلطة عبر الحدود مع مصر والأردن، ولا وجود لها خارج حدود المدن والقرى في منطقة (أ) حيث ترابط الحواجز الإسرائيلية وآليات الجيش الصهيوني عند أطرافها، فكل ما كانت ولا زالت حتى الآن تسيطر عليه أجهزة الأمن الفلسطينية لايزيد عن (12%) من مساحة الضفة والقطاع.
ولكن الانتفاضة كانت قد أنجزت عدة مهام، منها: أنها كشفت زيف الديموقراطية الإسرائيلية، وأظهرت عنصريتها، وأكسبت الفلسطينيين تعاطف الرأي العام العالمي معهم، ووحدت القوى الفلسطينية، وتعززت مكانة المنظمة في الأوساط الدولية حتى اعترفت بها أمريكا وإسرائيل، وعرت الانتفاضة أسطورة جيش إسرائيل الذي لايقهر، وأنتجت جيلاً من الشباب يتمتع بروح التضحية، ولا يهاب مواجهة الجنود المدججين بالسلاح بالصدور العارية، والقلوب العامرة بالإيمان والجرأة، وظهرت آثار هذه النتيجة في قوافل الشهداء والاستشهاديين في انتفاضة الأقصى الحالية.
والحقيقة: أن الانتفاضة الأولى جعلت العالم العربي والإسلامي، والأوساط الدولية، والإعلام العالمي يعيش سبع سنوات من الاستيقاظ صباحاً والنوم مساء على أخبار الانتفاضة البطولية، والصمود الذي يعلّم الآخرين كيف تكون المرابطة، وكيف يكون الصبر على الأذى، وأن المعارك يجب أن تستمر شهوراً وسنوات حتى يتنزل النصر، ولا يجوز أن تنتهي في أيام أو ساعات!!
كما أثبتت الانتفاضة أن الفلسطينيين لايهضمون الوجود الصهيوني الدخيل في بلادهم، وأن التعايش السلمي بين العرب والصهاينة شعار خادع وغير قابل للتطبيق، وأن الزمن لم يسحق روح الجهاد عند الأجيال الحديثة.
ومع ذلك فإن كل هذه النتائج قد دفع الفلسطينيون لها ثمناً غالياً من دمائهم، وشبابهم، وبيوتهم، وأرضهم، وأشجارهم؛ فقد قدموا من 8-12-1987م إلى حزيران (1994م) (1392 شهيداً منهم 353 طفلاً، و130787 جريحاً، و 18211 معتقلاً، و 2400 بيت مهدم، و 185 ألف شجرة مقطوعة...) وكان من الشهداء: أبو جهاد خليل الوزير الذي اغتالته وحدة كوماندوس إسرائيلية في تونس.
لقد أحدثت الانتفاضة الأولى تغييراً جوهرياً في نفسية الشباب الفلسطيني في الضفة والقطاع، وفي الأرض المحتلة عام (1948م)، وفي مخيمات اللاجئين وتجمعاتهم في البلاد العربية، وفي أرض الشتات في أرجاء العالم، وهو أن التفاوض مع العدو، والحل السلمي لا يقدمان للقضية وللشعب الفلسطيني أي نفع، وأن السبيل الوحيد للوصول إلى تحقيق الأهداف قريبها وبعيدها هو المواجهة مع العدو بالقوة.
ولعل هذا التغير الجوهري هو الذي عجل في انطلاق انتفاضة الأقصى الحالية؛ إضافة إلى اليأس والإحباط الذي أصاب السلطة الفلسطينية، ومن كان يرى في التفاوض وسيلة للحصول على الحقوق؛ إذ لم تحصل السلطة على شيء ذي بال عن طريق التفاوض الذي استمر عشر سنوات مع عدو خبيث ناقض للعهود، لا يتنازل إلا عما كان يشكل له مستنقعاً، أو حقلاً مليئاً بالألغام.
السموأل بين الحقيقة و الأسطورة
الثلاثاء، 20 ديسمبر 2005
الإسلام في شعر أبي تمام
الإسلام في شعر أبي تمام |
ومن يجهل أبا تمام وهو صاحب ملحمة فتح عمورية وشاعر المعتصم الذي خلده وخلد استجابته للصرخة المدوية في تاريخ الإسلام (وامعتصاه)؟! إنه حبيب بن أوس الطائي، خرج من إحدى قرى حوران في جنوب سورية، وأصبح شاعر المعتصم ومن حوله من القواد والولاة. وإنه لأمر طبيعي أن تبرز الروح الإسلامية ومفاهيم الإسلام في ثنايا شعره، فهو الشاعر الرزين الذي يرافق الخليفة في حله وترحاله وفي غزواته، ويلتقي قواده وولاته، وهم رجالات الدولة الإسلامية التي تواجه الروم البيزنطيين على الحدود وفي الثغور، كما تتصدى للخارجين على الدين والأمن في داخل البلاد، متدثرين بثياب المروق من الدين وبدعوى العنصرية والشعوبية، ولذلك كثرت الأبيات التي تتردد في قصائده حول مفاهيم الإسلام وقيمه وأخلاقه التي يتحلى بها ممدوحه أو من يرثيهم من رجالات الدولة. فتح عمورية وإذا بدأنا بقصيدته (فتح عمورية) وجدناها تزخر بهذه المفاهيم، فالأبيات التي تفتتح بها القصيدة تمثل مفهوماً إسلامياً واضحاً وهو محاربة الشعوذة وادعاء علم الغيب «كذب المنجمون ولو صدقوا» فلو كانت هذه الأجرام السماوية تدل على المستقبل لكشفت ما بمعالم الكفر: ولكن النصر الذي وفضح زيف المنجمين وكذبهم، كان فتحاً مبيناً وعملاً صالحاً يتقبله رب السماء وعندما يخاطب المعتصم يبين له أن مافعله كان رفعاً لنصيب الإسلام وقعراً لعمود الشرك، فالمعركة بين الإسلام والشرك، وأحدهما في صعود والآخر في انحدار: ويتمنى لو أن الكفر كان يعلم أن عاقبة أمره مرهونة بسيوف المسلمين من زمن سحيق، وأن ذلك التدمير والإيقاع بالعدو هو من تدبير رجل يعتصم بحبل الله وكل عمله لله: ويختم قصيدته بالدعاء للخليفة بأن يجزيه الله خير الجزاء على ما قدمه من الخير والنصر للإسلام، فإن هناك رابطة قوية تشد هذه المعركة إلى أختها في بدر. الخرمي المارق وهل تقتصر هذه المعاني والعواطف الإسلامية على هذه القصيدة؟ إن هناك عشرات الأبيات التي تأتي متناثرة في ثنايا القصائد تعبر عن هذه المفاهيم التي تنم عن إيمان صادق لدى الشاعر. ففي مدائحه الأخرى للمعتصم ومعاركه مع المارقين من الدين والخارجين على السلطان يبرز طبيعة المعركة بين الفريقين، فإذا لم يقنع المارقون بحجج القرآن الكريم، ولم يقبلوا بأركان الإسلام فليس لهم إلا أن يقنعهم السيف بحججه الدامغة: وهذا بابك الخرمي الذي فاقت مفاسده مفاسد الدجال، انتهت أموره إلى أسوأ ما تنتهي إليه من الهزائم والهروب، واستبشر الدين وافتر ثغره عن بسمة فيها كل الشكر للخليفة وقائده على ما ألحقاه ببابك الخرمي، ولا غرو في هذا النصر فقد شاركت فيه الملائكة جنود المسلمين: وفي قصيدة أخرى يفصح عن سرور الدين وشكر المسلمين للخليفة على ما فعله: في مدائح آخرى وإذا مدح الواثقَ أبرز فيه نور النبوة الموروث، وقد جعل الله الخلافة في هذا البيت الذي يمتد بجذوره إلى الرسول عليه السلام: وهو من بني العباس الذين ينتسبون إلى عم الرسول وجده وفيهم استقرت الإمامة فالواثق من: وكل فخر بني العباس والهاشميين أنهم رهط الرسول عليه السلام وإليه ينتسبون، فالممدوح: والأخلاق التي يتحلى بها ممدوحوه هي أخلاق الإسلام، وهم يؤدون العبادات الإسلامية، فمحمد بن حميد الطوسي له: وآخر يذهب إلى مكة ملبياً، ومحرماً ورامياً للجمرات، وسافكاً لدعاء البدن، ومقبلاً الركن. فهو جزار للخيول في المعارك وللإبل في موسم الحج، وقد توجه إلى بيت الله بعد أن ترك بيوت الكفر خاوية على عروشها، وفارغة من أهلها: مفاهيم إسلامية والمفاهيم الإسلامية المتعلقة بإرادة الله وقدرته ونصره للمؤمنين، تتوزع في قصائده بحيث لا تحصى، فالله هو الذي يرمي أبراج الأعداء فيهدمها «وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى» فهو يقتبس هذه الآية في قوله: وما أكثر ما يأخذ صوره من القرآن الكريم أو يضمن بعض آياته في شعره كما سبق وكقوله: وما أكثر فخره بأيام الإسلام وبنصر الإسلام، فأيام انتصارات الخلفاء العباسيين تذكره ببدر وأحد صفات إسلامية وكل المعاني والأعمال التي يسبغها على ممدوحيه هي صفات إسلامية، ففي مدحه للمأمون يبرز إشراق وجه حكم الله، وصحة إيمان المأمون في قيادته للجيش، فكل ذلك يحول دون فوز الشرك.. كما يقول في مدحه لمحمد بن الهيثم بن شبابة وعندما يتناول أبو تمام ارتداد الأفشين (واسمه خيذر) وكفره بعدما كان أحد قواد المعتصم تحفل قصيدته التي زادت على ستين بيتاً بكل معاني النفاق والكفر التي تحلى بها هذا الأفشين، فيقول: ونختم حديثنا عن إسلاميات أبي تمام في شعره بما ختم به هو حياته من الزهد والإقبال على العبادة والتقوى والتخلي عن متاع الدنيا، مع أنه كان في كهولته، فينظم قصيدة يائية من عشرين بيتاً يتحدث فيها عن شيبه وتناقص أيامه ورضاه بما قسم له الله وأنسه بالموت، ويختمها بأبيات يتحدث فيها عن خوفه من الله ورجائه فيه وتقواه ومخالفته هواه فيقول: فلو لم تكن له إلا هذه الأبيات لكفته، فهو فيها كما ترى مؤمن بالله لم يشرك به شيئاً، ولكنه يخشى صغائر ذنوبه وصباباته ومعاصيه التي تجعله جديراً بأن يخاف العقوبة عليها، ويتمنى أن يكون من أهل الأعراف ما عليه سىئات ولا له حسنات لينجو بذلك من عذاب الله، وهو يرجو العفو من الله وأن ينال رضاه. رحم الله أبا تمام، ونسأل الله أن يحقق له رجاءه وأن يسجل هذه الأبيات التي تزخر بالصدق والإيمان والحب للإسلام والمسلمين في سجل حسناته. |
الاثنين، 19 ديسمبر 2005
كيف تكتب
مركز تأصيل للتدريب
دورة كيف تكتب من دون خطأ
تقديم الأستاذ صدقي محمد البيك
لتكون كتابتنا صحيحة يجب:
1- أن تكون ألفاظنا عربية . فلا نستعمل ألفاظًا أعجمية ( إلا أسماء الأعلام ) والمصطلحات العلمية التي لم تعرب.
من أبرز سمات كتابة اللغة العربية ( إملائها ) أن الحروف التي تنطق تكتب والتي تكتب تنطق إلا:
1) لام ال التعريف مع الحروف الشمسية، فهي تكتب ولا تلفظ، ويشدد الحرف الذي بعدها : التمر ، السيف، الدرس.. والحروف الشمسية هي ( ت، ث، د، ذ، ر، ز، س، ش، ص، ض، ط، ظ، ن، ).
الألف المتطرفة للألف في آخر الكلمة صورتان: ممدودة ومقصورة.
ب_ الألف المقصورة
ترسم الألف المتطرفة مقصورة حسب القواعد التالية:
1 – في الأسماء الثلاثية إذا كان أصل الألف ياء مثل:(الفتى،الأذى، الوغى،الهوى). فتى : فتيان ، الأذى : الأذيان ، الوغى : الوغيان .
2 – إذا كانت رابعة فما فوق في الأسماء، وليس قبلها ياء مثل: المبكى ، الصغرى ، مصطفى ، مستشفى ، ( يحيى من أسماء العلم ) . وأما إذا كان قبلها ياء فإنها ترسم ممدودة في : الدنيا ، الزوايا ، الثريا.
3 – في الأفعال الثلاثية إذا كان أصل الألف ياءً ( ويعرف أصلها بإسناد الفعل إلى ضمير متحرك أو بمعرفة مضارعه )
رمى : يرمي ، رميت
سعى : يسعى ، سعيت
4 – إذا كانت رابعة فما فوق في الأفعال الماضية والمضارعة ( إلا إذا كان قبل ألفها ياء فإنها ترسم ممدودة : يحيا ، استحيا ) مثل : استدعى ، أعطى ، اهتدى ، يعتدى عليه ، يقتدى به، يسعى يبقى، يرضى، يلقى.
ملحوظة :
لابد من التفريق بين الألف المقصورة والياء في آخر الكلمة بوضع نقطتين تحت الياء: في ، عليُّ،على . وفيّ، وفَى. هوِيَ، هوَى.
مجموعة من الأفعال المنتهية بالألف الممدودة :
[ بدا الهلالُ – ثغا الكبشُ – جثا على ركبتيه – جلا الصدأ – حلا التمرُ – خبا النجمُ – خطا الطفل خطوة – خلا المكانُ – ذكا الجمرُ – ربا الجسمُ – رجا الله – رسا الفلكُ – رغا البعيرُ – رفا الثوبُ – رنا إليه بنظره – زكا المالُ – سطا اللصوص – سما مقامه – سها في صلاته – صبا إلى الحبيب – صحا القلب – صفا الزمانُ – طفا على الماء – عتا الظالمُ – عدا الفرسُ – عرا الهمُّ قلبه – ( عطا : تناول ) – عفا الله – علا السطحَ – غدا يمشي – غزا الجيش – غفا الطرف – غلا السعر – فشا الخبر – قسا القلبُ – كبا الجوادُ – لها الطفلُ – نبا السيفُ – نجا من الغرق ] .
حالات خاصة :
( ما الاستفهامية ) المتصلة بحرف جر قبلها : ( فيم ؟ مم ؟ بم ؟ علام ؟ إلام ؟ حتام ؟ عمَّ ؟ لِمَ ؟ إذا أدغمت نون حرفي الجر من وعن بالميم في( ما ومَن) وصلتا معًا عمّا – ممّا – ممّن – عمّن – فيمن ؟ وكذلك توصل كلمة إن وأن بما ولا وتدغم .
إمّا : إنْ + ما ، إلاّ : إن + لا ، ألاّ : أنْ + لا نحذف أو ندغم حسب اللفظ مع الوصل تتصل كلمات حين ، وقت ، يوم ، ساعة بكلمة إذ الظرفية
حينئذ، وقتئذ، يومئذ (مع تنوين إذٍ)
الوصل
كلمات أخرى تتصل بما أو لا
لكيلا – كيما ريثما – كلما – مثلما – أينما – كيفما
الوصل
طالما – قلما – بينما – ربما – كيما – إنما – لكنما – لعلما – كأنما – ( ما كافة )
الوصل
( لم يكن ) تحذف النون إذا لم يلحقها ساكن .ولم أك، ألم يك نطفة، لم يكنِ الذين كفروا
التفريق بين الحركات وحروف المد
يلزم الانتباه والتفريق بين الحركات على الحروف وبين حروف المد المماثلة لهذه الحركات :
فالفتحة خفيفة وسريعة أما الألف فممدودة قَتل : قاتل ، كَتب : كاتب .
والضمة خفيفة وسريعة أما الواو فممدودة : حُفظ الدرس : حُوفظ على النظافة ، لم يُقل : لا يقُول ،
والكسرة خفيفة وسريعة أما الياء فممدودة : لم يبِِع : لا يبيع ، سامِع : سميع .
الهمزة
للهمزة ثلاثة مواضع في الكلمة :
1 – الهمزة في أول الكلمة نوعان : همزة وصل ، وهمزة قطع .
أ – همزة الوصل :
ترسم ألفًا ليس فوقها ولا تحتها شيء: اسم . ال . اكتب . وهي تلفظ إذا بدأ النطق بها : الحمد لله رب العالمين .
وتسقط من اللفظ إذا جاءت في درج الكلام ( إذا سبقها كلمة أو حرف ) . فالحمد لله رب العالمين .
1) وهي لا توجد في الحروف أبدًا إلا في حرف ال التعريف .
2) وتوجد في بضعة أسماء معينة : اسم ، ابن ، ابنة ، امرؤ ، امرأة ومثنياتها فقط: اسمان، ابنان ...واثتان واثنتان.
3) و في مصادر الأفعال الخماسية والسداسية : اجتهاد ، استغفار ، انطلاق ، احمرار ، اطمئنان ( مصادر الأفعال : اجتهد ، استغفر ، انطلق ، احمرّ ، اطمأن ) .
4) وفي ماضي وأمر الأفعال الخماسية والسداسية . انطلقَ ، انطلقْ ، اجتهدَ ، اجتهدْ ، استغفرَ ، استغفرْ ... 5) وفي أمر الفعل الثلاثي : اكتبْ ، اجلسْ ، ارمِ ، ادعُ ...
ب – همزة القطع :
وهي ترسم ألفًا فوقها أو تحتها عين صغيرة ( ء ) : أََ أُُ إِِ وهي تلفظ دائمًا سواء كانت في أول النطق أو في درج الكلام .
أخذ أحمد أخته إلى أُمهما .
وهي توجد في :
1- في كل الأسماء والحروف غير المذكورة في همزة الوصل:أو، أم، إلى، ألا، إن، أي، أحد، إحدى...
2– وفي مصادر الأفعال الرباعية : إسلام ، إكرام ، إقدام ، ( مصادر أسلم وأكرم وأقدم ) .
3 – وفي ماضي الأفعال الرباعية وأمرها :
أكرمَ ، أكرمْ ، أسلمَ ، أسلمْ ، أعطىَ ، أعطِ ... وللتفريق بين نوعي الهمزة هذين أدخل على الكلمة المبدوءة بهمزة حرف الواو أو الفاء ، فإذا بقيت الهمزة ملفوظة فهي للقطع ، وإذا سقطت من اللفظ فهي للوصل). ( اعتمادًا على السليقة العربية ):
ابتهج احمد حين اثنى عليه استاذه من اجل اجتهاده وابتهج، وأحمد، وأثنى، وأستاذه، وأجل، واجتهاده
تبقى الهمزة في أول الكلمة كذلك مهما دخل عليها من حروف فلا تصبح متوسطة إذا سبقتها ال التعريف أو الواو أو الفاء أو همزة الاستفهام أو اللام إلا كلمة لَئن ( لام القسم وإِن الشرطية ) ولئلا ( لام التعليل وأنْ الناصبة ولا النافية )، وهاتان حالتان خاصتان .
الهمزة المتوسطة
وهي التي قبلها وبعدها حرف واحد على الأقل: سأل
تكتب الهمزة المتوسطة على حرف يناسب أقوى الحركتين: حركة الهمزة نفسها وحركة الحرف الذي قبلها.أقوى الحركات الكسرة ويناسبها النبرة ( ئـ ) ثم الضمة ويناسبها الواو ( ؤ )، ثم الفتحة ويناسبها الألف ( أ ) .
الهمزة على النبرة ( الياء )
تكتب الهمزة المتوسطة على نبرة:
1- إذا كانت مكسورة أو كان ما قبلها مكسورًا مهما كانت الحركة الأخرى مثل : متكِئِين ، سُئِل ، تطمَئِن ، أسْئِلة ، صائِم ، يستهزِئُون ، رِئَة ، بِئـْر .
2 – وإذا وقعت هذه الهمزة بعد ياء ممدودة ( ساكنة وقبلها كسرة ) سواء كانت الهمزة مفتوحة أو مضمومة بِيئة . برِيئُون . يسيئون.
أمثلة أخرى : تخطِئِين ، تخطِئُون ، وُئِدت ، سُئِلت ، زَئِير ، سَئِم ، يَئِس ، رَئِيس ، أفئِدة ، شمائل ، رسائل ، ناشِِئُون ، يبتدِئون ، فئة ، رِئاسة ، مِئذَنة ، ذِئْب ، خطِيئة ، ملِيْئَة ، ردِيْئَة .
الهمزة على الواو
تكتب الهمزة المتوسطة على الواو:
إذا كانت مضمومة أو كان قبلها ضمة ، ولم تكن الحركة الأخرى كسرة مثل : رُؤُوس، شُؤُون، نَؤُوم ، يَؤُمّ ، يملؤون، مشؤوم، مسؤُول ، ضَوْؤُه ، وُضُوْؤُك ، تفاؤل ، أصدقاؤُه، أبناؤهم، فُؤاد ، يُؤذن ، سُؤال ، بُؤْس، يُؤْذي .
الهمزة على الألف
ترسم الهمزة المتوسطة على الألف إذا كانت مفتوحة أو ساكنة وقبلها فتحة أو سكون ( بشرط ألا يكون ما قبلها حرف مد ألف أو واو" مضموم ما قبلها" أو ياء "مكسور ما قبلها". )
مثل : سَأَل ، اطمَأَن ، متَأَمّل ، مسْأَلة ، فجأة ، هيْأة ، يأْسٌ، يَيْأس ، تَوْأَم ، سَمَوأل ، ضَوْأَه ، رَأْس ، تَأْكل ، مَأْذون .
الهمزة على السطر
تكتب الهمزة المتوسطة على السطر :
1- إذا كانت مفتوحة وقبلها ألف ( حرف مد ) : تساْءَل ، قراءَة ، يتساْءَلون،تشاءمَ، عباءة.
2- وإذا كانت مفتوحة وقبلها واو ساكنة ممدودة أو غير ممدودة : مُروْءَة م وُضُوْءَك ، مخبُوْءة ، ضَوْءَك .
3- وإذا سبقها واو ولحقتها واو: ينوءون، يبوءون، موْءُودة. ( لئلا تتوالى ثلاث واوات)
جدول أوضاع الهمزة المتوسطة
حركة ما قبلها حركة الهمزة الكسرة الضمة الفتحة السكون
الألف ياء مد ياء لين واو مد واو لين
الكسرة
مِئِين سُئِل تطمَئِن أسْئِلة صائِم برِيِئِين فَيْئِك وُضُوْئِه ضَوْئِه
الضمة
يستهزِئُون رُؤُوس يَِؤُم مسْؤُول تفاؤُل برِيْئُون فَيْؤُك وُضُوْؤُه ضَوْؤُه(1)
الفتحة
رِئَة فُؤَاد سَأَل يسْأل قراءَة بِيْئَة هَيْأَة مرُوْءَة وُضُوْءَه ضَوْأَه السكون بِئْر بُؤْس فَأْس (1) مَوْءُوْدة، موبوءون : رسمت الهمزة على السطر لئلا يتوالى ثلاث واوات .
(2) قرآن ، مآذن : رسمت مدة على الألف لا همزة لئلا تتوالى الألف مرتين ( قرأان ، مأاذن)
الهمزة المتطرفة
تكتب الهمزة المتطرفة على حرف يناسب حركة ما قبلها :
1 – فإذا كان قبلها فتحة كتبت على الألف : بدَأ . قرأَ . نشَأَ . منشَأ .
2– وإذا كان قبلها ضمة كتبت على واو : لؤلُؤ . تباطُؤ . يجرُؤ .
3 – وإذا كان قبلها كسرة كتبت على ألف مقصورة : شاطِئ . قارِئ . يخطِئ . ملاجِئ .
4 – وإذا كان ما قبلها ساكنًا أو حرف مد أو لين كتبت على السطر : جزْء . عبْء . دفْء . سماء . أشياء . يشاء . يسوء . ضَوء . وضُوء . شَيْء . جريْْء . بريء .
5 – وإذا كان قبلها واو مشددة مضمومة كتبت على السطر أو على واو : التبُّوء ويجوز التبوُّؤ .
أمثلة أخرى : يتلألأ . مبدأُ . مُلأ . امرُؤ . امرَأً . امرِئٍ . التفيُّؤ . التهيُّؤ . السيِّئ . يهيِّئ . لآلئ . يفيء . يبوء . نَوْء . نداء . جزاء . فَيْء .
تنوين النصب وألفه
تكتب ألف تنوين النصب موصولة بما قبلها من الحروف التالية
تكتب ألف تنوين النصب مفصولة عما قبلها من الحروف التالية
تحذف ألف تنوين النصب إذا انتهت الكلمة بواحد مما يأتي
ب ، ت ، ث ، ج ، ح ، خ ، س ، ش ، ص ، ض ، ط ، ظ ، ع ، غ ، ف ، ق ، ك ، ل ، م ، ن ، ي ، ئ ، هـ ، د ، ذ ، ر ، ز ، و ، ؤ ، وعن الهمزة المفردة ( ء ) الواقعة بعد هذه الحروف
1. ألف : ( عصًا ، فتًى )
2. همزة فوق ألف : ( ملجأ )
3. همزة بعد ألف : ( لقاءً )
4. تاء مربوطة : ( شجرةً ، مدرسةً )
أمثلة
أبًا – أختًا – مورثًا – برجًا – فرحًا – شرخًا – قوسًا – فراشًا – قرصًا – مرضًا – بطًا – قيظًا – ربيعًا – صمغًا – ظرفًا – سوقًا – فلكًا – ظلاً – سقمًا – لبنًا – نبيًا – متكًا – فقيهًا
أمثلة
زيدًا – لذيذَا – دارًا – فوزًا – دلوًا – لؤلؤاً- بدءًا – خذءًا (خضوعا) – برءًا – جزءًا – مملوءًا.
ملحوظات :
1 – إذا لحق تنوين النصب اسمًا مختومًا بهمزة ( همزة متطرفة ) وكانت على ألف ممدودة أو قبلها ألف لم تلحقها ألف تنوين النصب مثل : مبدأً ، نبأً ، رداءً ، جزاءً .
2 – وإذا كانت الهمزة على السطر وقبلها حرف لا يقبل الاتصال بما بعده بقيت على السطر ولحقتها ألف تنوين النصب مثل: جزءًا ، هدوءاً ، ضوءًا .
وإذا كان قبلها حرف يقبل الاتصال بما بعده كتبت الهمزة على نبرة ولحقتها ألف تنوين النصب : شيئًا ، دفئًا ، بريئًا .
3 – وإذا كانت مرسومة على واو أو ياء ونون الاسم بالنصب لحقته ألف تنوين النصب مثل :
شاطئًا ، قارئًا ، لؤلؤًا . تباطؤًا .
4 – وإذا لحق الاسمَ المختوم بهمزة ( متطرفة ) أيُ حرف ( علامة إعراب أو ضمير ... ) أصبحت الهمزة متوسطة وعوملت معاملة الهمزة المتوسطة. يقرأ : يقرؤون . جزاء : جزاؤك ، جزائِك ...
مبدأ : مبدأان + مبدآن .
مكافأة : مكافأات + مكافآت .
وإذا كانت الألف ضمير الاثنين وقبلها همزة على ألف لم تتحولا إلى مدة .
قرأ : قرأا . يقرأ : يقرأان .
التاء المربوطة والمفتوحة والهاء
التاء المربوطة ترسم هاء فوقها نقطتان . وهي تلفظ هاءً عند الوقف عليها .
وللتفريق بينهما:
نحرك هذا الحرف الأخير في الكلمة . فإذا تحولت الهاء الساكنة تاء فهي تاء مربوطة :
حديقةْ . حديقة ٌ ( حديقتن ).
وإذا بقي هذا الحرف ( الهاء الساكنة ) مع التحريك هاء فهو هاء :
فقهْ : فقه ٌ (تلفظ فقهُنْ ).
وتلتبس التاء المربوطة بالتاء المفتوحة في آخر الكلمة .
قضاة ٌ . فئاتٌ
وللتفريق بينهما عمليًا نسكّن التاء ، فإذا بقيت بعد التسكين تاء فهي مفتوحة . فئاتْ ، بناتْ ، فـُتاتْ . رفات .
وإذا تحولت التاء إلى هاء بعد التسكين فهي مربوطة :
قضاة ٌ . قضاة ْ (قضاهْ)
دعاةُ : دعاة ْ (دعاه ْ)
أمثلة أخرى : جلستُ . ذهبتْ . أنتَ . أنتِ . هيهاتَ . ليتَ . اللات . فاطمة . فاطمات .
طلحة : طلحات . شجرة : شجرات . بنت : بنات . بيت : أبيات . زيت : زيوت مكتبة : مكتبات . مديرة : مديرات . الرماة (ج) الرامي.الغزاة (ج) الغازي.الطغاة (ج) الطاغي. السعاة(ج) الساعي. العُتاة،القُساة (ج) العاتي، القاسي.الكتبة، الحفظة، القتلة(ج) الكاتب،الحافظ، القاتل.